-
-
مَنْ يَلِدُ جَاهِلاً فَلِحَزَنِهِ، وَلاَ يَفْرَحُ أَبُو الأَحْمَقِ. (أمثال21:17)
انظر إلى نوع الابن الذي ربَّيته في المَسيح، لأنَّك إذا لم تعلِّمه حسبَ الكلمة، فلن يمنحكَ الفرحَ بالتَّأكيد. لا يُمكن أن يقبلَ شخصٌ ما يسوع كمخلِّص ولا ينشر الأخبارَ السَّارة لأصدقائِه وأقاربهِ. بالنِّهاية، الخلاص عظيمٌ جدًّا لدرجة أنَّنا على استعدادٍ لأنَّ نتألم حتى نربح الضَّال للسَّيد. كلَّما زادَ عددُ الأشخاصِ الذين تصل إليهم، ستُكافأ أكثرَ في مجيئهِ.
هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ (مز3:127). لذلك، يجب أن نجتهدَ في تربيتهم كي نُدخِلهم إلى ملكوتِ الله، ونثقِّفهم على الحقّ والسُّلوك الحَسَن. تمامًا كما في المَجال الطَّبيعي نوجِّه أطفالنا إلى التَّصرُّف بشكلٍ لائِق، يجب أن نعلِّمهم أن يسيروا في الطَّريق، حتى يظلُّوا فيه عندما يكبرون (امثال6:22). وهكذا يمنحونا شِبعاً في الحياة الرُّوحية أيضًا.
لم يدَّخر يسوعُ وقتَاً عندما علَّمَ الَّذين دعاهم لخدمتهِ. تبدأ مسؤوليّتنا مع الإنسان عندما نقوده إلى المَسيح، وتستمرّ بعد ولادتِه الثانية، وتبقى طولَ الطَّريق أثناء ثباته في الربِّ. يتخلَّى البعضُ عن النَّاس الذين قادوهم إلى ملكوتِ الله. يُمكن مقارنة هؤلاء بالأبناء الَّذين لا يزورون والديهم أبدًا أو يتركونهم في المِصَحَّات حتى يَموتوا. لا تُسلِّم أبدًا للشَّيطان ما أعطاكَ إيَّاه الآب.
عندما سألَ شابٌّ يسوع عمَّا ينقصه ليرثَ الحياة الأبديّة، تلقّى إجابة على الفور. لكنَّه غادرَ بقلبٍ حزينٍ لأنَّه رفضَ اتِّباع التَّوجيه الكامل الذي أُعطِي له (متى 19، 16 - 22). صحيحٌ أنَّنا نُصاب بالإحباط عندما نجد بعضَ "الأولاد الغرباء"؛ ولكنَّنا سنكونُ سعداءً للغاية عندما نرى العديدَ من الأشخاص الآخرين الذين يتعلَّمون محبَّة الله، وقد يتفوَّقون علينا في هذا الحبّ. دائماً أعطي مثالاً جيّداً.
لم يساوم السَّيد على مساندة الشَّابّ الغني الذي سَعى إليه، وبنفسِ الطريقة لن يفعلَ ذلك معنا. إذا احتقرَ الإنسانُ أوامره، فلن يحزنَ إلَّا على ما سيأتي. ولكن إذا تمَّمَ الكلمة سيكونُ هناك الكثير ليفرحَ بهِ خلالَ وقتٍ قصيرٍ. ستكون مبتهجًا كلَّما رأيتَ تلاميذك في الربِّ يحتلّون مكانتهَم في الإنجيل، ونتيجة لذلك، ستحصلُ على المكافأة الإلهيّة.
يجب أن يتوفَّر في الكنيسة أناسٌ يُثبتون محبَّتهم السَّماوية ويشكرون الله دائماً؛ ليس الأشخاص الذين يذهبون إلى الخدمات كمجرَّد التزامٍ، دون الرِّغبة في مساعدة احتياجات العَمل. مهما فعلتَ في الكنيسة لتصلَ إلى شخصٍ صغيرٍ، فأنتَ تفعل ذلك للربّ نفسه. عندما تهتمّ بعملهِ، سترى أنَّه سيهتمّ بك.
إنَّ الذي يفعل القليلَ من أجلِ الإنجيل على الأرجحِ يحصل على القليلِ من نعمةِ الله، ولا يتمتَّع بكلِّ ما لديه ليقدِّمه. لا ترفض أيَّ شخصٍ. ولكن بالحبِّ. اجتهِد لقيادته إلى فهمِ أنَّه يمكن أن يحصلَ على المزيدِ من القدير، وإذا عمِلَ بالإيمان، فسوفَ يحبّه أكثرَ. عسَى أن يُصبحَ تلاميذك خدَّامًا حقيقيّين!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز