فَيَكُونَ شِفَاءً لِسُرَّتِكَ، وَسَقَاءً لِعِظَامِكَ. (أمثال8:3)

لا يدَّخر الناسُ جهداً لشراءِ دواءٍ نافع، لأنَّه يساعدهم في التَّخلص ممَّا يزعجهم. لكنَّ ألمَ الرُّوح هو الأسوأ، فعندما تشعر الرُّوح البشريّة بثقلِ خطيئتِها، فإنَّها تنكمش وتحزن ولا تتجرَّأ على مواجهة المُشكلة، حتى لو كانت بسببِ شيطانٍ ضعيفٍ وغبيّ. لذلك يحزنُ القلبُ، وهذه علامة على أنَّ الشَّخصَ قد ابتعد عن الله وصارَ مسكنًا لكلِّ أنواع الآلام.

قد تكونُ قيمةُ دواءٍ ثمينٍ مرتفعة جدًا، لكنَّ الأمرَ يستحقُّ ذلك، لأنَّه إذا بقيَ المُخطئ تحت سلطةِ العدوِّ، فلن يسيرَ شيءٌ على ما يُرام بالنِّسبة له. ولكن هناك أشخاصٌ لم يتمّ إخبارهم بالعلاج الحقيقي، الذي يشفي القلبَ والجسَد، ويقودُ الإنسان إلى مكانةٍ عالية لا تطالها قوى الظَّلام. لذلك، تحدَّث دائمًا عن هذا "الطبّ" الهام، حتى يتذكرك الكثيرون إلى الأبد.

بالنَّتيجة، أين هو هذا الدَّواء الجيِّد الذي يقوم بالكثير من الأشياء الحسَنة، يحوِّل الحزنَ إلى فرحٍ، والإرادة تصبح مقدَّسة وابتهاجٌ كبير؟ هذا العلاجُ هو في مخافة الربِّ (آية 7)، والتي يتمّ الحصول عليها من خلالِ العِظات والخدمات التي نقدِّمها للربّ ومن خلالِ قراءة الكتاب المقدَّس. لقد أعلنَ هذا الله نفسه حتى نتحرَّر من سهام إبليس المَسمومة. ومَن أحسَن استعمالَها سيتحرَّر تماماً من كلِّ تأثيرٍ شرِّير لتثبت فعاليّته.

تفعيلُ هذا الطِّب المقدَّس يعتمد على الجواب الذي يُعطى للعليّ. أفضل صلاة هي التي يقوم بها الشَّخص الذي يتكلَّم مع الله حسبَ ما تقوله الكلمة. ثمّ تتحرَّر قوَّته ويتمّ العملُ بسرعة مذهلة. من يحتقر توجيهات الكتاب المقدَّس يمكنه أن يصلّي ببلاغة وبصوت عالٍ وحازم، لكن لن يحدثَ شيء، لأنَّ كلّ ما يفعله الآبُ هو من خلال صلاة الإيمان.

لاحِظ هذا لأنَّه هامٌّ حقًا: ستكونُ سعيدًا عندما تمتلك ما يُعلنه الربُّ في الكتاب المقدَّس. على العكسِ من ذلك، لن يكون لديك حتى الرِّغبة في طلب الإرشاد. من لا يستمع إلى إعلانات الله يُعلن عن نفسهِ أنَّه كاذبٌ.

ثمَّ كيف ستحصل على ما تطلب؟ سيكونُ مستحيلاً!
إذا احتقرت التَّوجه السَّماوي، فإنَّ روحَك ستنطفئ، وبالتَّالي سيضعف هيكلك الرُّوحي والجسَدي والأخلاقي ثمّ ستنهار. انظر إذا كان هذا يحدث لك بالفعل. إذا كان الأمر كذلك، فاحصل على العلاج الذي تقدِّمه "الكلمة"، وهو علاجٌ قويٌّ للتراجع عن أيِّ عملٍ يقوم به العدوُّ ويجعلك تقفُ مرَّة أخرى.

ابحث عن التَّجديد الرُّوحي حتى تكون ناجحًا أينما كنتَ أو أيًّا كان ما تفعله. الطّريقة الوحيدة للحصول على القوَّة لهزيمة الهجمات الشَّريرة هي الاستسلام إلى العليِّ بشكلٍ تامّ. أولئك الذين يهربون من الربِّ يركضون نحو العدوِّ. ماذا فعلت؟ هذه الإجابة تُرى من خلال الطريقة التي تعيش بها. هل تريد حقًا أن تنتصرَ؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز