اَلْمُتَّكِلُ عَلَى قَلْبِهِ هُوَ جَاهِلٌ، وَالسَّالِكُ بِحِكْمَةٍ هُوَ يَنْجُو (أمثال26:28)

لا تنخدع بالنَّاس، فالشَّخص العاقل هو الَّذي يحترم كلمة الله- ولا يخاف من طلبِ الحِكمة، كلُّ شيء يدلُّ على أنَّ اليدَ الإلهيَّة عليه. حتى عندما يقترب الشَّخص الشِّرير من الحَكيم، يشعرُ بشيءٍ مختلفٍ ويغيِّر رأيه فيما يوَدُّ فِعلهُ. يجب على كلِّ ابنٍ للعليِّ أن يسعى للحصول على هذه البركة إلى الأبدِ.

عندما يُظهِر الحكيمُ الحكمةَ الحقيقيَّة، لا يُمكن أن يمسَّه الأشرار، لأنَّهم سيفكّرون مرَّتين قبل أن يفعلوا ذلك. الأكثر شذوذاً لا يحترمَه فحسبْ، بل يسعى أيضًا لطلب المشورة منه والصَّلاة. صَفاءُ الوجهِ وتعبيراته عندما يسمع شيئًا سيِّئًا، وإجابته لمن يرغب في إيذائِه تحدِّد رسالةً من السَّماء.

يمكنك أن تثقَ في الحكيم، لأنَّه لن ينكر الحقيقة أبدًا ولا يتصرَّف بانزعاج. فكلَّما حصلَ على المزيد من الله، زادَ احترامه من الجَميع. نظرته هي نهرٌ من الحبِّ لا يحتقرها أحدٌ، وحتى لو تكلَّم النَّاس عنه بالشَّر، فلا أحدَ يصدِّق ذلك، لأنَّه عندما يتكلَّم، يُمكن لأيِّ شخصٍ أن يرى وضوحَ نفسِه ويفهم كلماته. إضافة إلى ذلك، فهو يُساعد الَّذين يستمعونَ إليهِ أيضًا.

إذا أعطى رجلٌ حكيمٌ علامةً على أنَّه يفقد مخافة الربِّ في موقفٍ معيَّن، فعندئذٍ يجب عليك توبيخَه، وسوف يعدِّل سلوكه ويرجع إلى طريق القداسة. يرضى أن يوبِّخه رجلٌ صالحٌ، وهذا أمرٌ لا يحتقره أبدًا. حتى لو تأذَّى من قِبل شخصٍ ما، فسيستمرُّ في العَمل كخادمٍ للربّ، وبالتَّالي سيتمّ عمل الله كما ينبغي. كونوا حكماءً واكتسِبوا المزيد من الآب السَّماوي.

لن يسمحَ الأحمقُ أبدًا أن تسيطر عليه الكلمة المقدَّسة، لأنَّه لا يعرف نظرة الربِّ، لكنَّه يرى مصالِحه الخاصَّة فقط. الآن هؤلاء هم الأشخاصُ الَّذين عرفوا الحقَّ لكنَّهم استمرّوا في طريق الخطأ. لذلك عندَ أقلِّ توقّع، يوجِّه الشَّيطان ضربة قاتلة. لماذا تخاطر بفرحك الأبدي من أجل شيءٍ لا قيمة له؟ اقبل ما يأتي من الله فقط.

حتى لو تحدَّث هؤلاء قليلاً عن الكلمة، فإنَّهم لا يُطيعونها كما ينبغي، لذلك سيعانون كثيرًا في أيدي العدوِّ. تأمرُ الأسفار المقدَّسة جميعَ النَّاس بترك الحَماقة- الطُّرق المميتة التي لا يوصي بها الكتابُ المقدَّس- والعودة إلى الربّ. الحقيقة هي أنَّه يُمكن للجميع أن ينتصروا ليلاً نهاراً، عاملين إرادة الله، من أجلِ التَّمتع بحمايتهِ.

لماذا تضع عينيك على الأمور الباطلة، ولك شبعٌ كاملٌ في الربّ؟ لا يهمّ كم تصرَّفتَ بجنونٍ، ارجع إلى الربّ الرَّحيم والذي يرعى كلَّ من يطلبه. الله لا يتعب منك. إنَّه مستعدٌّ ليُعيدك إلى مكانتك في المَسيح.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز