-
-
ذُو الْمَعْرِفَةِ يُبْقِي كَلاَمَهُ، وَذُو الْفَهْمِ وَقُورُ الرُّوحِ. (أمثال27:17)
إذا كنتَ تبحث عن المَشاكل، فثِقْ في أولئك الَّذين يتحدَّثون كثيرًا، والَّذين يُبدون رأيَهم في كلِّ شيء والَّذين يحبُّون إظهار عيوبِ الآخرين. بالتَّأكيد سوف يقودوك إلى مواقف مُحرجة. النمّامون موجودون في كلِّ مكانٍ وفي عملِ الله أيضًا. وهم يتصرَّفون مثل مبعوثي الشَّيطان. ليس حسناً الالتفات إلى ما يتحدَّث به هذا النَّوع من النَّاس، لأنَّ الأشياء المؤذية هي التي تخرج من أفواهِهم فقط.
ولكن إذا كنتَ ترغب العيشَ بشكلٍ حسَنٍ، وتحافظ على صداقاتك، فيمكنك الاعتمادَ على صديقٍ ما وقت الحاجة، عليك أن تجدَه في الَّذين يعرفون كيف يَضبطون كلامَهم، حتى لو تمَّ استفزازهم. لا نحتاج دائمًا إلى شخصٍ يتَّفق معنا، لكنَّنا بحاجة إلى أخٍ في المسيح قادر على إرشادنا حسبَ الكلمة. بما أنَّه يعرف الحقَّ، فإنَّ كلماتِه قليلة، لكنَّها صَحيحةً.
هذا يعملُ في الحياة الماديَّة والرُّوحية. إذا كان شخصٌ ما بجانبك، وهو يحبُّ أن يرى العيوبَ في الآخرين، فلن يكونَ هناك أيّ شخص في أيِّ وقتٍ من الأوقات جيّدًا بما يَكفي ليكون صديقاً لك، أو شريكَ حياة مثلاً. وهكذا ستمضي الأيَّام وعندما تستيقظ، ستكونُ كبيرًا في السِّن وغير راغب في تنفيذِ الوصيَّة الإلهيَّة بتركِ الأب والأمّ كي تجدَ شريكَ حياتك. من الضَّروري معرفة أصدقائك جيّداً كي تشطبَ أولئك الذين لا يَضبطون كلماتهم.
إنَّ معرفة الله تحوِّل الَّذي يمتلكَها إلى شخصٍ ذو قيمةٍ كبيرة، فعندما يكون هناك قيدٌ شرِّير في المجتمع، لن يقفَ بجانب الذين يبدو أنَّهم على حقٍّ، لكنَّه سوف يُصغي إلى المشورة الإلهيَّة من أجل إنهاء الفِتنة. أولئك الذين يَرون دائمًا أخطاءً في الآخرين يَنسون أن ينظروا إلى أنفسِهم في المرآة الأبديَّة - كلمة الله - ليرَوا أنَّهم أسوأ من الآخرين.
الشَّخص الذي يتمتَّع بروحٍ ثمينة يعرف كيف يُحافظ على الأصدقاء ويبارك الآخرين، لأنَّه يمتلك فهمًا للحقّ. فهوَ شخصاً مسالِماً لطيفاً ودوداً، وإذا كان هناك شكٌّ لا أساسَ له حولَ شخصٍ ما، بلمسةٍ من المعرفة، فإنَّه قادرٌ على إخمادِ تلك "النَّار"، والَّتي، ستؤذي شخصًا ما بالطَّبع. هذا هو نوعُ الأشخاص الذين يحتاجهم المُجتمع، نظرًا لوجود عدوٍّ يريد أن يؤذي الجميعَ، فإنَّ هؤلاء يعملون لفعلِ الخيرِ فقط.
الحقيقة هي أنَّ كلَّ شخصٍ يجب أن يتعلَّم كيف يتصرَّف كخادمٍ لله. وهكذا سنُحاط بأناسٍ طيّبين. لماذا يتحدَّث شخصٌ ما عمَّا لا يعرفه ويعبِّر عن مثل هذه الآراء السَّلبيّة؟ حسنًا، بينما كان المُزارع يزرع بذاراً صالحة، جاءَ الشِّرير ليلًا وألقى الزَّوان (متى 13: 24-30). من المؤكَّد أنَّ حقول العالم مليئة بالزَّوان. يقول الكتاب المقدَّس أنَّ كلامنا يجب أن يكونَ مُصلحاً بملحٍ (كولوسي 4: 6).
امتحِنْ نفسَك وانظر إن كان قد تمَّ استخدامُك في النَّميمة أو شيءٍ أسوأ. هل يُمكن أن يكونَ بعض الأشخاص فقط قادرين على العثور على أصدقاءٍ صالحين أو موظَّفين نافعين أو زوجٍ/زوجة جيِّد؟ الآن، إحدى الفضائل التي يُعطيها الربُّ مجانًا هي المعرفة (يعقوب 1: 5)؛ فاسأله عن هذا فيعطيك إيَّاه. كُنْ ناطقاً سماوياً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز