مَتَى عَمِلْتَ الأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِهًا وَهَارِبًا تَكُونُ فِي الأَرْضِ» (تكوين12:4)

كلُّ من يسقط في التَّجربة، لا يتوب حقًا، سيبقى تحتَ تصرُّف الشَّيطان الذي قاده إلى الضَّلال. هذا ما حدث لقايين الذي قتلَ أخاه. لكنَّه أدرك أنَّه لن يتمَّ التَّستر على خطئهِ، إلى جانب وقاحتهِ عندما استجوبه الربُّ. لقد تسبَّب هذا التَّصرُّف بحلولِ اللَّعنة عليه، لأنَّ الأرضَ فتحتِ فمَها لتلقّي دمَ أخيهِ (الآية 11). أولئك الذين يرتكبون الخطيئة ولا يتوبون سيُعانون من خسارةٍ كبيرةٍ.

كان يومًا حزينًا عندما قتلَ قايين أخاه- الذي لم يُرِد أن ينتمي إلى الله وبالتَّالي كان من الشِّرير. لقد تعمَّد كلَّ شيءٍ، وقاد أخيهِ إلى الحقلِ ليقتلَه بسببِ تقدمتهِ التي رفضَها الربُّ، في حين أنَّه قبِلَ تقدمة هابيل فقط. لو كان قد صلَّى، لعرفَ كيف يقدِّم، وبالتَّالي سيعمل بجدٍّ أكبرَ ليبذل قصارى جهدَه، ولتمَّتْ تزكية إيمانه ومكافأته أيضاً. جاهِد لكي تنال رضى العليِّ وليسَ ازدراءَه.

كان حكمُ قايين قاسياً جدّاً. عندما يحرث الأرضَ، لن تعطيهِ قوَّتها. وبالمِثل، اليوم، أولئك الذين أخطأوا هم في أيدي العدوِّ، ومهما تعبِوا، فلن يجدون السَّلام. ما لم يتحوَّلوا ويولدوا ثانيةً، فإنَّ حياتهم ستكون دائمًا سلسلة متعاقبة من الفشلِ. لا يوجد شيءٌ أسوأ من أن تكون تحتَ اللَّعنة. لن يكونَ هؤلاء النَّاس بمفردهم قادرين على تحريرِ أنفسِهم دون توبةٍ.

أصبحَ قايينُ هاربًا وضالًّا منذ اللَّحظة التي حاولَ فيها أن يخدعَ الله، إذ تلقَّى الحكمَ الإلهيّ بسببِ خطأه. يحدثُ الشَّيءُ نفسه للَّذين تغلبهم التَّجارب، فلن ينعموا بالسَّعادة أو السَّلام بمجرَّد طاعة العدوِّ. لن يجدَ الأشرار راحة أبدًا ما لم يتصالَحوا مع الذي أخطأوا إليه ومع الربِّ الإله نفسهِ.

إنَّ هبةَ الخلاص متاحةٌ لجميع الَّذين يؤمنون برسالةِ الإنجيل. أولئك الذين لا يتجدَّدوا، تفوتهم فرصةُ العَودة إلى الشَّركة مع العليِّ. الآنَ يعلمُ العليمُ، القديرُ بخططِ العدوِّ ضدَّ كلّ النَّاس، ولهذا السَّبب، لا يريدُ الله أن يُعطي الخلاص للجَميع فحَسبْ، بل يريد أيضًا أن يُجنِّبَ النَّاس التَّعرُّض لهجمات الشِّرير. لكن للأسف، لا يستمِع إليه كثيرٌ من النَّاس.

لماذا ترفض الدَّعوة الإلهيَّة عندما تُعطى لك؟ لماذا تؤجِّل التَّخلص من كلِّ رغبات الشَّيطان وطلبَ المغفرة بعدَ أن تسبَّب لك الشَّيطان في الكثيرِ من الأذى؟ الآنَ، النَّدبات والذَّكريات الحزينة الكثيرة لن تكون موجودة إذا استجبتَ للربِّ. لم يردّ قايين على اللَّمسة الأولى، وبعد ذلك أدركَ أنَّه لا يجدر ارتكاب الخطأ، فهربَ باعتباره ضالًّا. ماذا تتوقَّع إذا استمرّيت في التَّعدي؟

أجِبْ على ما يقوله لك الآبُ من خلال كلمتهِ واهرب من العروض الَّتي يقدِّمها الشَّيطان لك. بغضِّ النَّظر عمَّا إذا كان الخطأ صغيراً أو تافهاً، بالتَّأكيد لن يستحقَّ الخسارة التي ستعانيها. في كثير من الأحيانِ، أرسلَ الربُّ أنبياءً ليقودوا شعبَ إسرائيل إلى أرضهِ، لكنَّهم فضَّلوا أن يُخطئوا، فدفعوا ثمنَ عِصيانهم. الرَّحمة! كُنْ حكيماً وتجنَّبْ الأسوأ!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز