-
-
وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً، (تكوين1:17)
لقد تمَّ الوعدُ بالبركة لإبراهيم ونسلِه منذ سنواتٍ عديدة، ولكن مع مرورِ الوقتِ، بدا وكأنَّ الربَّ يواجه مشاكلَ في تحقيق ذلك. في بعض الأحيان ودون أن نعرف السَّبب، نشعر بالإحباط لأنَّنا نصلِّي ونصمّم ولكن لا تتمَّ الاستجابة. الآن، مادام هو القديرُ، فلماذا يستغرقُ وقتًا طويلاً ليستجيبَ لنا؟ يجيبُ الكتابُ المقدَّس على هذه الأسئلةِ.
عندما عادَ إبراهيمُ، بعد أن هزمَ الملوك الأربعة الَّذين هزموا حكامَ سدوم والمُدن المجاورة، أخبره الله أنَّ مكافأته عظيمة جدًا (تكوين 15: 1). عندما سَمِعَ ذلك، اغتنمَ أبو الآباء الفرصةَ وسألَ الربَّ ماذا سيعطيه، لأنَّه لم يكنْ لديه أبناءٌ بَعد. وأكَّد ابراهيمُ أنَّ اليعازر الدِّمشقي خادم منزله سيكون وريثه. لكنَّ العليَّ أكَّد أنَّ الوارث سيخرج من صُلبهِ (تكوين 15: 2-4).
سيحدثُ كلُّ ما يعلنه الله طالما أنَّنا لا نمنع عملَه. في الأحوال الطبيعيَّة، لا يمكن أن تكون سارَّة أمَّاً، لأنَّها تجاوزت سنَّ الحَملِ بالنِّسبة للنِّساء. ولكن لأنَّ الربَّ قالَ إنَّ هذا سيحدث، كانَ لإبراهيم كلّ الحقِّ أن ينتظر ويؤمن أنَّ ذاك سيتحقّق. من النَّاحية البشريَّة، كان بإمكانهِ أن يستسلِم، لكن بما أنَّه سمِع منَ الله، فكان له الحقّ أن يؤمن بعكسِ ما يرى، وهكذا فعلَ.
ذات يومٍ، سئمت سارَّة الانتظار وطلبتْ من زوجِها أن يُعطيها ابنًا من جاريتها. ثمَّ سمِعوا لاحقاً أنَّ هذا الطِّفل لن يكونَ وريثًا، بل الذي سيخرج من صُلبها وصُلب زوجها هو الوريثُ. كانت متعبة جدّاً، لذلك طلبتْ أن يتمَّ ذلك ليتحقَّق الوَعد.
ولكنَّ العليَّ قالَ لا لخطَطِهم. هذا يعلِّمنا ألَّا نحاول أبدًا مساعدة الربِّ، لأنَّه لن يتمَّ قبول أيّ خطة تأتي من الإنسان. بالنِّهاية الله يعرف كيف يقوم بالعملِ.
عندما سمِعَ إبراهيمُ الربَّ يقول إنَّ سارَّة ستحبل بابنٍ في شيخوختِها، كان متأكِّداً أنَّ الذي وعدَ، قديرٌ لتحقيق ذلك. لذا اجتهد كي تكون شخصاً مؤمنًا وليس شخصًا متديِّنًا. الآن، إذا كشفَ الله لك خطَّته، فآمنَ بها على الفورِ. في الحقيقة، منذ اللَّحظة الأولى التي سمِعَتَ فيها الإنجيل، أظهرَ لك الربُّ ما يريده منكَ. افعل ما يقوله الآبُ كي يَفي بالوعدِ.
إنَّ أعمالَ الله عجيبةٌ، لكنَّها تتمَّ بشكل طبيعي. أظهرَ الربُّ لأبي الآباء أنَّه لا توجد مشكلة، لأنَّه الله القدير. هكذا يريدك أن تعرفَه. إذا سمِعتَ منه أنَّ لك بركة ما، وأنت وافقتَ عليها، صلَّيتَ وآمنتَ بذلك ولم تتحقَّق بعد، فتأكَّد من أنَّ العيبَ ليس في الله. بل اسأله ليوضِّح لك ما الذي لا يزال يتعيَّن عليك القيام بهِ.
عندما أظهرَ اللهُ لإبراهيم أنَّه ليس لديه صعوبات للوفاء بوعدِه، أعطاه اتِّجاهين لتحقيقِ ذلك: سِر أمامي وكُنْ كاملاً. هذا ما يطلبه منَّا الآب. يجب أن نحيا مؤمنين بكلام الربِّ ولا نقبل أيَّ شكٍّ، فهو أمينٌ وقديرٌ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز