فَاتَّسَعَ الرَّجُلُ كَثِيرًا جِدًّا، وَكَانَ لَهُ غَنَمٌ كَثِيرٌ وَجَوَارٍ وَعَبِيدٌ وَجِمَالٌ وَحَمِيرٌ. (تكوين43:30)

أولئك الذين يخدمون الله ينالون البركة أينما ذهبوا؛ ولكن يجب أن يتوقَّعوا الاضطهاد، لأنَّ العدوَّ سيفعل كلَّ ما في وسعِه ليبعدهم عن خطط الربِّ. لذلك لا تتأثر بأكاذيب العدوّ أبدًا، لأنَّ القديرَ يسيطر دائمًا في حياة أبنائه. وهو يضمنُ أنَّه سيُكملُ العمل الصَّالح الذي بدأه فيك؛ وبالتَّالي لا تفكر أبدًا في الاستسلام أو التَّراجع.

يُستخدمُ العدوُّ حتى الأقارب على نزع السَّلام منَّا عندما تسيرُ الأمور على ما يرام. فرحَ بنو لابان في البداية. ولكنَّهم وقفوا ضدَّه لاحقاً عندما رأوا غِنى يعقوب - على الرُّغم من أنَّه أثرى أباهم أوَّلاً - وأظهروا تمييزاً عنصريَّاً بوصفِه رجلٍ أجنبي. الشَّيء نفسه متوقَّع من الكثيرِ من الأشخاص الذين هم أصدقاؤنا حالياً، ولكن لاحقًا، قد ينقلبون علينا بالإهانات أو حتى الاعتداءات الجسدية.

توجَّبَ على يعقوب أن يصارعَ من أجل حقوقهِ دائماً؛ وهو لا يزال في بطن أمِّه، كان مع أخيه في نزاعٍ فعليّ. ولكنَّ الله عرفه قبل أن يولد فعلاً في ذلك الوقت، لهذا اختاره كي يستمرَّ نسل إبراهيم من خلالهِ، حيث سيولد المسيح. لا نعرف على وجه اليقين سببَ اختيار الربّ لنا، لكنَّنا نعلم أنَّه يتعيَّن علينا الحفاظ على ما لدينا - إيماننا بالله - حتى لا يأخذ أحدٌ مكافأتنا الرَّائعة.

عندما أطاع يعقوبُ توجيه العليّ، رأى ملائكة الله ينزلون ويصعدون على سُلَّمًا، والربُّ على القمَّة. إيمانك سيجعل المشهدَ نفسه يحدث، وبعد ذلك ستكتشف أنَّ شيئًا لن يحدث دون تعليماتٍ إلهيَّة. تمامًا مثل ذلك اليوم مع يعقوب، سيكون الله على قمة السُّلم ليساعدك على الاستمرار والوصول إلى النِّهاية. فعندما يكون الآبُ في القيادة، لا يحدث شيء بعيداً عن برمجته وقراراتهِ.

إنَّ التَّجربة التي تمرُّ بها هي إشارة إلى أنَّ بركتك عظيمة للغاية. وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ (متى12:11). لذلك ابقَ متيقظًا، واثبًت في إيمانك، ومثل هذا السُّلم، ستصل إلى السَّماء. يهتزُّ بعضُ النَّاس من المطبَّات التي يسبِّبها العدوُّ، ولكن بالإيمان بالربِّ، لا يُمكن للعدوِّ أن يأخذنا بعيدًا عن طريق النَّجاحِ.

استمرّ في خدمة الله في جميع الأوقات، وبعد ذلك، سترى أنَّه لن يتخلَّى عنك ولن يتركك أبدًا. لا تعطِ أيَّ اهتمام لـ "وجوه" الشَّيطان التي تعترض طريقك. يفعل ذلك لأنَّه عندما ينظر إلى نفسهِ في المرآة، يرى أنه قبيح ومهزمٌ أيضًا، وبسبب ذلك لن ينجح معك أبدًا. فمادام الربُّ هو قوَّتك، من يستطيع أن يُسقطك أو يغلبك في المعارك؟ النَّصرُ مؤكَّد للَّذي يؤمن.

سوف يتحوَّل سلَّمك إلى حقيقة ما يقوله الله عنك. لذا، ضعهُ في المكان المناسب - في مركز إرادته - ولاحظ أنَّ كلَّ شيءٍ يسيرُ على ما يرام بالنِّسبة لك. ما قاله الربُّ عنك قد أُعطي لك بالفعل، ولكي يصلَ إلى يديك، عليك فقط أن تؤمن وتثابر حتى النِّهاية.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز