-
-
فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا، فَقَالَ: «ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ». فَشُفِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. (متى22:9)
تعلِّمنا حادثة شفاء المرأة النَّازفة الكثيرَ، لأنَّها عندما سمِعتْ عن يسوع، عرفتْ ما عليها القيامَ به. مهما كانت الصُّعوبة، قادها الآبُ إلى ابنه. سيفعل الشَّيء نفسَه مع كلِّ الَّذين ينتبهون ويقرِّرون التَّعرف على يسوع. لا يوجد اضطهادٌ يجعل الشَّخص المؤمن يتوقَّف أو يغيِّر الطريق لأنَّه يعلم أنَّ لديه في المَسيح ما هو ضروريٌّ لإسعادهِ.
اتَّبعتْ تلك المرأة التَّوجيهات التي تلقَّتها بدقَّة، وبالتَّالي لا يُمكن أن تعودَ فارغة. أتمنَّى أن يستيقظ كلُّ الَّذين تعلَّموا هذه الحقيقة، أن يقرِّروا ويتبعوا صوت الرَّاعي الصَّالح! على الرُّغم من وجود العديد من الأصوات التي تنادينا في جميع الأوقات، إلَّا أنَّنا نريد الاستماع فقط إلى صوت الشَّخص الذي بذل حياته من أجل الخراف ولم يخشَ موت صليب العار من أجلِهم. أولئك الذين لا يستسلموا لأيِّ تهديد سيكونون مباركين للغاية.
إنَّه لأمرٌ محزنٌ أن يأتي شخصٌ ما إلى خدماتنا ولا نكون في شركةٍ كاملة مع الربّ، بل مُهملين إلى حدٍّ ما. على الرُّغم من أنَّهم يفعلون ما هو ضروري، إلَّا أنَّ القوَّة لا تخرج منَّا، لأنَّها ليست فينا. لذلك، يجب أن يكون المسيحيُّون دائمًا مكرَّسين ومستعدِّين لتنفيذ العملِ بشكلٍ صحيحٍ. الآن، إذا لم تكنْ القوَّة فينا، فهذا يدلُّ على أنَّنا لن نصعدَ مع المَسيح عند عودتهِ.
انتبهَ جدعون إلى كلام النَّبي وشعرَ بالقوَّة. حتى بعد مرور ثلاثة أشهر، لم يفقد هذا الوحي. لهذا قال الملاك أنَّها ستكون قوَّة جدعون. من يدري، ربما تلقى أشخاص آخرون نفسَ الكلمة أيضًا، لكن كان لديهم أشياء أخرى ليفعلوها أو ربّما كانوا جبناء؟ عسى ألَّا يحدث هذا لك أبدًا لأنَّ عقوبتك ستكون قاسية بالتأكيد.
شعرتْ المرأة أن نزف الدَّم قد توقَّفَ، لكنَّها احتاجتْ أن تسمعَ من شفتي السَّيد أنَّ إيمانها قد شفاها؛ وهكذا شُفيت بالفِعل. اطلب أن تسمَع من الربّ عن حالتك الرُّوحية، وإذا لم تطمئن لاستعدادك للحياة الأبدية، اطلب المساعدة من أحد الرُّعاة. يجب ألَّا تكون غير مبالٍ وكأنَّك لن تموتَ أو كما لو أنَّ عودة يسوع ليستْ حقيقة.
إنَّ شفاءك من ضعفٍ ما ليس كلُّ ما يريده الله في حياتك. في الواقع، بدون خلاصكَ الكامل، بما في ذلك مغفرة الخطايا، والولادة الجديدة ومعمودية الرُّوح القدس، سوف تستمرّ في يدِ الشَّيطان، وبعد ذلك، عند موتكَ، سوف تمضي إلى الهلاك. لا يحتاج عملُ المسيح على الجلجلة إلى تحسينٍ أو إعادة؛ ولكن عليك أن تفهم ذلك وتجهّز نفسك لعودتهِ.
حاوِلْ أن تستمِع إلى الكلمة الحيَّة، لأنَّها ستخلِّصك تمامًا من عملِ العدوِّ ولن يكون للشَّر مكاناً في حياتك. إذا كان إيمانك راسخًا بالربِّ، فستتغلب على أيِّ مرض، واضطهادٍ، وافتراءٍ، وكلّ ما يرسلهُ الجحيمُ. جهِّز نفسَك!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز