الَّذِي أَرْسَلْتُهُ إِلَيْكُمْ لِهذَا بِعَيْنِهِ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَحْوَالَنَا، وَلِكَيْ يُعَزِّيَ قُلُوبَكُمْ. (أفسس22:6)

يجبُ على كلِّ مسيحيٍّ أن يطوّر المواهب التي نالها من الله. ولكي يحدث هذا، يجب أن يصلِّي طالباً التَّوجيه، لأنَّه لا يستطيع فعل أيّ شيءٍ بدونهِ. من ناحيةٍ أخرى، عندما نطلبُ معونته، يكون لدينا اليقين أنَّنا سوف نحصلُ عليها، وسيتمُّ ذلك حتى يتمجَّد الآبُ. لذا، انتبِه إلى كلِّ ما أوصاك به واجعل نفسَك في الميدان؛ بالتَّأكيد، سوف يساعدك على إنجازِ مثل هذا العملِ.

لا شيء يتحقَّق بدون الإيمان الذي يُعطى لنا من خلال الاستماع لكلمة الربّ. ولكن يجب أن نصدِّق أنَّ لدينا بالفعل ما يكفي لتحقيق إرادة الله. لذلك، يجب أن تتأمَّل دائمًا فيما شعرتَ بهِ عندما سمعتَ كلمة الله؛ وهكذا في غمضة عينٍ، سيُعطى لك الوحيُ. أولئك الذين يؤمنون بالعليّ لن يخيبَ أملُهم أبدًا، لأنَّه يَفي بوعودهِ دائمًا.

لا يريد الربُّ لشعبهِ أن يعيشَ في الجوع، عاجزاً لا حول له ولا قوَّة لمتابعة الجِهاد، ولا يريد له أن يتألَّم من فِخاخ الشَّيطان. لذلك، أعطانا القدرة على التَّعزية بشكلٍ متبادل. المخلّصون الذين يملكون سلطة إنقاذ المظلومين، يشفون المرضى ويحلّون المشاكل التي تصيب النَّاس، لا سيّما أولئك الذين لا يعرفون كيف ينقذون أنفسهم من التَّجارب.

كان بولسُ سفيرًا للمسيح في السِّجن، ولكي يعرف الإخوة ما كان يفعله حتى أثناء سِجنه، أرسلَ تيخيكس، خادمًا وصديقًا أمينًا. استخدمَ الرَّسول دائمًا الزَّمان والمكان الذي كان عليه ليُظهر أنَّ أولئك الذين هم من الله يجب ألَّا يخضعوا لأكاذيب الشِّرير، يجب أن يسودَ إيمانهم بالمَسيح حتى لو واجهوا مضلِّين (أعمال الرسل 13: 8-10).

استراحتْ أحشاءُ الإخوة من خلال هذا الخادم عندما عرفوا أحوالَ بولس. يجب أن يعرفَ النَّاس كيف يعيش أولئك الذين تغلَّبوا بالإيمان بيسوع، وعندما يمرُّون ببعض الضَّغط أو التَّهديد الشِّرير، فإنَّهم أيضًا سينهضون ويمجِّدون اسمَ الربّ من خلال أفعالِهم. إنَّه لأمرٌ محزنٌ أن نرى المسيحيّين مستعبدين للخوفِ، ومليئين بالشُّكوك وضعيفي الإيمان.

يجب أن يستعدَّ الجميعُ لتهدئة القلوب الضَّعيفة، ومساعدتهم على مواجهة الصِّعاب وتلقي الرَّحمة الإلهيَّة. بالنَّتيجة، ما كان ضروريًا لقيادة شعب الله إلى النَّصر قد تمَّ بالفِعل. الآن، إذا أظهرنا كيف يعيشُ أبطالُ الإيمان، فسنساعد الكثيرين على أن يصبحوا أبناء الله النَّاجحين، الذين سيُفرّحون قلبَ الآب جدًّا.

إنَّ المسيحيَّ الذي لا يسعى إلى القوَّة للتَّغلب على التَّجارب والذي لا يحترم إرادة الله لا ينفع سيِّده. الآن، أكملَ يسوعُ عملَه الانتصاري حتى ينتصرَ شعبهُ. لكن إذا لم ينتصر البعضُ في معارك الحياة، فذلك لأنَّهم لم يمتلِكوا ما لهم في المَسيح.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز