-
-
أَيْ لِنَتَعَزَّى بَيْنَكُمْ بِالإِيمَانِ الَّذِي فِينَا جَمِيعًا، إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي. (رومية12:1)
يُظهِرُ بولسُ أنَّه أراد أن يرى الإخوة في روما ليخبرَهم عن بعضِ المواهبِ الخاصَّة حتى يشعروا بالتَّعزية. عندما تكون لدينا رغبة آتية من الله، يجب أن نفعل ما يُمكن لجعلها أمرٌ واقعٌ، لأنَّه بدون هذه البركة سيبقى الكثيرون بدون مساعدة إلهيَّة. الربُّ يعمل من خلال الذين يطيعونه، وليس من خلال ملائكتهِ أو رؤساء الملائكة.
يجب أن يكونَ لجميع أتباع يسوع ذاتَ الرِّغبة. وهكذا يغتني الاخوة في المَسيح خلال اللِّقاء بهم ببركاتٍ كثيرة، سيكون منتظراً بتوقعات كبيرة. كلُّ شيء سيحدث كما ينبغي طالما لدينا إرشاد الربِّ. ولكن إذا تصرَّفنا بناءً على بعض التَّوجيهات التي تأتي من بعض مجالات العلوم، فلن يتمّ العملَ كما يُريد الله.
تحدَّثَ الرَّسول عن تشجيعهِ المتبادل بالإيمان الذي منحَهُ الله له وللإخوة الرُّومان. هناك وحيٌّ لن نحقِّقه أبدًا إذا لم نطِع تعليمات العليّ وراء هذه الكلمات. الإيمانُ الذي يعطيهِ للشَّخص قويٌّ جدًّا لدرجة أنَّه سيحلُّ مشكلته، إذا تصرَّف بإيمان، سيكون مفيدًا جدًا لمساعدة الآخرين، لأنَّ هذا الإيمان يجلبُ غطاءَ حماية لهم.
فكَّر الرَّسول في الذَّهاب إلى روما ليكون له بعضَ الثِّمار. سيكون من الجيِّد أن يفعل المسيحيُّون الشَّيء نفسه أثناء إجازاتهم. بالنِّهاية، عندما ننقل ما أعطانا إيَّاه الله ونستقبل ما أعطاه للآخرين، تتحسَّن حياتنا كثيرًا ونساعد بعضَنا البعض. لهذا السَّبب يخبرنا الربُّ أن نفعل الخيرَ للآخرين، وخاصَّة لأهل الإيمان (غل10:6).
بالنِّسبة لبولس، جعلهُ الخلاصُ مديونًا لليونانيين والبرابرة، سواء أكانوا حكماء أم جهلاء (رومية14:1). وبالمِثل، يجب أن نذهبَ إلى أهل الأرض، لأنَّهم إخوتنا بصلةِ آدم ونوح. فطالما دفعَ يسوعُ ثمن خلاص البشرية جمعاء، فلماذا نحتقر أحدَهم ونحبُّ الآخر؟ بالنِّسبة للربّ، لا يهمّ إذا كان الشَّخص من دولة في العالم الأوَّل أو من دولِ العالم الرَّابعِ.
قال الرَّسولُ إنَّه مستعدٌّ لإعلان الإنجيل لسكّان روما، لأنَّه كان يعلم أنَّ الإنجيل هو قوَّة الله. مثله تمامًا، علينا أن نعِدَّ أنفسنا لإعلان البشارة إلى جميع الأمم. عندما يفتح لنا الربُّ بابًا، يجب أن ندخله بسرعةٍ ولا نحاول الاستعداد في اللَّحظة الأخيرة. يجب أن يستعدَّ خدَّام العليّ قبل الجرس الأوَّل.
فكِّر فيما تفعله في العمل الإلهيّ؛ بالنَّتيجة أتيتَ إلى ملكوت الله لسببٍ ما. بكلِّ تأكيد، لقد خلَصنا لنخدمَ وننقل قوَّة الله للَّذين يعانون. ثمَّ، في غمضةِ عينٍ، سنرى أناسًا من أماكن كثيرة ينحنون أمام العليِّ، تمامًا كما حدثَ مع يونان في نينوى (يوحنا 3: 5).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز