-
-
وَيَسُوعُ الْمَدْعُوُّ يُسْطُسَ، الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ. هؤُلاَءِ هُمْ وَحْدَهُمُ الْعَامِلُونَ مَعِي لِمَلَكُوتِ اللهِ، الَّذِينَ صَارُوا لِي تَسْلِيَةً. (كولوسي11:4)
لم يكُنْ لدى بولس- مضطهد الإيمان المَسيحي الذي أصبح عملاقًا في التَّبشير، والذي كان مسجونًا في روما- الكثيرَ من الأشخاص الذين يمكنه الاعتماد عليهم. ومع ذلك، لم يجعله هذا يشعر بالوحدة أو العزلة، ولكن من جهةٍ أخرى، طلب المزيد من قوَّة الربِّ، فتمتعَ بحضورٍ إلهيّ لا يُضاهى. ورغم ذلك، فإنَّ خدَّام الله يحتاجون إلى مساعدين يطلبون العليَّ ويخدمونه. الحقيقة هي أنَّه لا يوجد شيءٌ ينقصُ أولئك الَّذين يطيعون إرسالية يسوع.
لماذا لم يدرك بعضُ الأشخاص الذين ساعدَتهم خدمتنا الرؤية التي أعطاها لنا العليُّ وغادروا إلى أماكن أخرى، وصاروا مثل سمكٍ خارج الماء، يتنفَّسون بصعوبة؟ يمكنُ أن يكونوا معنا، يتعلَّمون منَّا ويساعدوننا على فِعل المزيد. ومع ذلك، في كثير من الأحيان، يتحدَّث الحسَد والجشَع وعيوبٌ شخصيَّة أخرى بصوتٍ أعلى بكثيرٍ من صوت الربّ في حياتهم. يجب أن يعيشَ الإخوة دائمًا في وحدة (مزمور 133: 1).
قِلَّة من النَّاس لديهم الحِكمة في عدمِ التَّراجع عن أولئك الَّذين يقتربون من الله ويفعلون ما أمرَهم بفعلهِ. الآن، إذا شاركوا في المعارك، فسيتمتّعون هم بالمَجد أيضًا. تعلنُ الكلمة أنَّ الإنسان الذي يعزل نفسَه يطلب شهوته الخاصَّة حتى لو حصلَ على المزيد من الموارد المادّية أو المجد. لا شكَّ أنَّه لو أطاع المعلِّم، فسوف ينالُ أكثرَ بكثيرٍ (أمثال 18: 1).
لن يجبركَ الله على فعل أيِّ شيء. ولكن إذا تمكَّنتَ من جمع 10 مواهب عندما كنت بعيدًا عنه، فستجمع 300 أو 600 أو 1000 إذا كنتَ بقربه. لماذا لا تكون برنابا، مساعد بولس، إن كان العليُّ قد دعاك لذلك؟ الآن، أولئك الذين لا يتبعون وصايا الله لا يُصلِحون ليكونوا خدَّاماً. فقط أولئك الذين تمَّموا رسالتهم سينالون البركة عند عودة المَسيح (متى 25: 14-46). كُنْ حذراً!
والعجيبُ أنَّ أولئك الَّذين وقفوا إلى جانب بولس في روما كانوا عبداً هارباً وجماعة من الختان. أين البقيَّة؟ هل يقومون بعمل الله أم متورِّطين في الخطيئة؟ لماذا تتلطخ بالكذب وتعيش في الدَّعارة والتَّجاوزات الأخرى، ما دمتَ قد دُعيتَ لإنجازِ واحدة من أهمّ المَهام التي قدَّمها الخالق؟
لا توجد بركة أعظم من القدرة على أن تكون متعاونًا مع الَّذين لديهم دعوة خاصَّة في عملِ الله. في هذه الحالة التي ندرسَها، أُرسل بولس إلى روما ليشهد عن يسوع أمام الرَّجل الذي أمرَ العالم في ذلك الوقت. إنَّ الخسارة التي ستحدث في ملكوت السَّماوات بسبب سلوك جسديّ لشخصٍ ما ستؤدي إلى دينونةٍ كبيرة جدّاً لهذا الشَّخص.
شعرَ الرَّسول بالتَّعزية لوجود وخدمة الَّذين وضعهم الله بجانبهِ. لذلك، لا تشكو من أيِّ شيءٍ. إذا كنتَ تفتقر إلى الأصدقاء، فإنَّ يسوع هو أفضلهم؛ إذا كنتَ تفتقر إلى الموارد، فسوف يزوِّدك الربُّ بكلِّ احتياج في المَسيح يسوع (فيليبي19:4). لن ينقصَ أولئك الَّذين أرسلَهم الله أيَّ شيءٍ حقّاً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز