-
-
فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ، وَإِلَى إِلهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي، وَصُرَاخِي قُدَّامَهُ دَخَلَ أُذُنَيْهِ (مزمور6:18)
يُظهِرُ النَّاسُ من يخدمون ويحبُّون أيَّام المِحَنِ. يصبح الضَّالُّ يائسًا ويتصرَّف بطريقةٍ حمقاء وعبثيّة. والمؤمنون غير المستقرّين يقنطون أيضاً. ولكنَّ الَّذين يتوكَّلون على الربّ فلا يرتعدون حتى لو انتقلتْ الجبالُ إلى وسطِ البحار. لذلك يجدر احترام الكلمة وتكريم الخدمة التي قدَّمها الله وعدم الاستسلام للتَّجارب.
أُحبِطَ داودُ بسبب محاربات الفجَّار التي أتتْ إليه وقيَّدته فجأةً. ولكن لأنَّه يعرفُ القدير، دعاهُ فاستجابَ له. كلُّ من دُعِي للشَّركة في عائلة الله يجب أن يكون في شركةٍ حقيقيَّة معه، وعندما يأتي العدوُّ، سيفتح فمهِ ويدعو الربَّ. وهكذا على الفور، يكونون بجانبه بكلِّ قوَّتهِ.
مجرَّد أن تدعوَ الربَّ لن تفعلَ الكثير؛ من الضَّروري أن تتوسَّل إلى العليّ من أعماق قلبِك، وقلْ كلَّ ما تحتاجه. لكن كُنْ متيقّظًا: سيتحدَّث قريبًا، ويوضِّح لك التّوجيهات التي أعطاها للأخوة في الماضي أو بعض الوعود التي نسيتَها بالفعلِ. عندما يُذكّرك بشيء ما قد وعدكَ به، ثِقْ وصلِّ من أجلهِ. ثمَّ وبِّخ الشَّر عندما تشعر بالفرح.
عندما قال المرنّم: سَمعَ صوتي من هيكلِه، عرفنا الجانب الجيِّد من القصَّة: الربُّ يسمع ويستجيب. الآن، يجب أن تكون متيقظًا، فلن يحمِلك، ولكن سيتعيَّن عليك المشيَ فوق مياه العاصفة المُضطربة، تمامًا كما فعلَ بطرسُ. وعندما تصعد إلى القارب، أنتَ ويسوع، ستتوقَّف العاصفة وستُعطي مساحة لواحدة من أجمل الصُّور التي تمَّ رسمُها، ليس من قبل الإنسان، بل من قبل الربّ.
إعلان داود الجَميل: وصُراخي أتى أمامه، دخلَ أذنيه - يوضِّح لنا أنَّنا بحاجة إلى أن نبقي أعيننا إلى العليّ (وحيُ الكلمة) حتى نشعرُ بدعوتنا تستقرُّ أمامه. الباقي عملٌ إلهيّ، والذين جنَّدهم الشَّيطان سيندهشون ويُصابون بالذُّهول تمامًا وسيبتعدون عن طريقِنا. ما يكتبه داودُ في الآيات التَّالية يستحقُّ التَّقدير.
بعد أن يأتي صُراخك أمامَ الله، ستأتي الاستجابات. لو كانَ الأمرُ متروكًا له، فلن يحدثَ لك ما مررتَ به أبدًا، ولكنْ لأَّنك ابتعدتَ عنه، فتحتَ نفسَك على العدوّ القذِر. الآن بعدَ أن دخلتَ الحرّية إلى حياتك، اقطع روابطَ عدم الأمانة والخيانة والعادات الدُّنيوية التي أوقعتك في الشَّر. إذا لم تفعلْ هذا، فستظهر أمامَك تجارب أخرى مثل هذه أو ربما أسوأ.
لا تخفْ ممَّا سيفعله الآبُ. سترى مدى محبَّتك له عندما تفتح له البابَ ليعمل. وعدَ اللهُ أن يكون عدوّ أعدائك. هذا هو السَّبب في أنَّ الشَّياطين تهاجمك، تمامًا كالأشخاص الذين يَسمحون لأنفسِهم باستخدامهم، سيتمّ معاقبتهم بشدَّة. ولكن صلُّوا من أجل الضُّعفاء الَّذين تصرَّفوا كعبيدٍ للشَّيطان.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز