-
-
فَلاَ نَرْتَدَّ عَنْكَ. أَحْيِنَا فَنَدْعُوَ بِاسْمِكَ. (مزمور18:80)
فهمَ آسافُ أنَّ الربَّ غاضبٌ من حالة شعبهِ القلبية، لكنَّه صلَّى من أجل شعبِ إسرائيل عالماً أنَّ الله رحيمٌ وغفور. الصَّلاة التي تُقال بدون إيمان أو بقلب مخادع تثير غضبَ العليّ ضدَّ من يقولَها. إنَّ الإثمَ دونَ نيَّة ارتكابِ الخطأ شيءٌ، والشَّيءُ الآخر هو الصَّلاة بطريقةٍ تُستفَزُّ فيها قداسة الربّ. لن يُجيب على هذا الطَّلب.
أصبحَ الوضعُ خطيرًا لدرجة أنَّ كاتبَ المزمور ألقى باللَّوم على العليِّ بسببِ بؤس النَّاس قائلاً: قَدْ أَطْعَمْتَهُمْ خُبْزَ الدُّمُوعِ، وَسَقَيْتَهُمُ الدُّمُوعَ بِالْكَيْلِ (الآية ٥). ولكن كان هذا عونًا إلهيًا للذين لم تكن لديهم حكمة ولا إمكانيَّة للصَّلاة. لذلك سيَهلكون إذا لم يأكلوا من ذلك الخُبز. لا شكَّ أنَّ الربَّ يُعطينا الخبزَ الحقيقي.
عرفَ آساف أنّه من الضَّروري أن يُشفى النَّاسُ ليَخلصوا، فتُشرِقُ وجوهُهم. أولئك الذين لا يتلقّون هذا لا يُمكنهم الثَّبات في الإيمان ولا الصَّلاة كما ينبغي. عندما تستنير بهذا النُّور، فأنت مؤهَّل لتلقى الوفاء من العلي لكلِّ الوعودِ.
صلَّى كاتبُ المزمور إلى الربّ لينظرَ من السَّماء ويراهم بعد مقارنة إسرائيل بالكروم المدمَّرة. هذا هو كلُّ ما يحتاجه الإنسانُ لتقويمِ حياتهِ. والذين لا يرون نور الحياة يمشون دون إرشادٍ ولا يفعلون إلَّا الخطأ. هدفُ العليِّ من خلال إعلانِ كلمته لنا هو ألَّا نفوِّت أيَّ صلاة، وأن نجعلَ الأمور في نصابها الصَّحيح دائماً.
أخيرًا، صرخَ كاتبُ المزمور طالبًا أن يبقى النَّاسُ آمنين في الحياة. ما يهمُّنا هو أن نكون مَحميين ونحن لا نزال هنا في هذا العالم القذِر والخطير. وعندما يتمُّ قبولنا في المَجد، بعد الموت، لن نحتاج إلى أيٍّ من هذا، لأنَّه هناك، لن يأتي الشَّرُ أبدًا وسنكون بعيدًا عن متناول كلِّ تجاربِ وسهامِ الشَّيطان. يحفظكم الله الآن وإلى الأبدِ.
إنَّ الدَّعوة باسم العليِّ، كما يفعل الإسرائيليُّون المذكورون في هذا المزمور، هي المَخرج من أيّ اضطهادٍ شيطانيّ. هذه هي الطريقة التي نتخلَّص بها من قدرة الشَّر على إيذائنا، ونفكك كل عمله ونفتح السَّماوات لقوَّة الله كي تعمل لصالِحنا. الشَّيء المهمّ هو أن نأتي بهذه القوة نفسَها التي كانت في أيام تجسُّد المَسيح هنا على الأرض كي تعملَ من أجلِنا وتباركنا. وهكذا، سوف نسير في نور العليِّ وسنكون قد حققنا هدف الله في أن نكون جزءًا من جسدِه.
الربُّ لا يريدنا أن نأكل خبز الدُّموع ولا أن نشربَ الدُّموع بوفرة، لكنَّه يريدنا أن نتمتَّع بالحياة الأفضل. كُنْ قويّاً وثابتاً في الحبِّ الإلهيّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز