رسالة اليوم

25/12/2016 - أَنْصِتْ لِصَوْتِ الرَّبِ جَيداً

-

-

صَوْتُ الرَّبِّ بِالْقُوَّةِ. صَوْتُ الرَّبِّ بِالْجَلاَلِ (سفر المزامير 29: 4).

جيّدٌ هو الاِستماعُ لصوتِ الرَّبِ، لكِنْ إن أنصَتنا إليهِ أفضلَ بِكثيرٍ. لأَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ (العبرانيين 11: 3)، ومَازالَ إلى اليوم، يُعلِن الرَّبُ بِهِ أيضاً عنْ مَشيئتهِ. وعِندمَا يَتكلّمُ الرَّبُ القَديرُ، يَجبُ أن تَكونَ كَلمتهُ هي الأخيرةُ، لأنَّ التَوجيهَ الإلهي يَحتوي على مَا نَحتاجهُ لكي نَنتصرَ في كُلِّ المعاركِ ونَحصلَ على البَركاتِ.

فَليْسَ هُناكَ - ولنْ يَكونَ - أيّ صَوتٍ مِثلُ صَوتِ الرَّبِ الإلهِ. فهو الأعْظمُ فِي كُلِّ شيءٍ. فصَوتهُ حُلوٌ، مُهذّبٌ، ويُشعِرُكَ بَالارتِياحِ حَقّاً عِندمَا تَستمِعُ إليهِ. نَجْني بَركةً كَثيرةً عِندمَا نَتبعُ مَشيئتهُ، ولكِنْ اذا كُنّا نُصغي لصُوتِهِ دُونَ أن نَفعلَ مَا يُريدهُ، فَبالتأكيدِ سَيكونُ هُناكَ ضَررٌ كَبيرٌ. فَالرَّبُ يُعطي صَوتهُ لنَا ليُحقِّقَ إرَادتهُ الإلهيةَ، لأنَّهَا كَافية لتجَعْلنا نَثقُ فِي مَا نَفعلهُ.

خَلقَ الرَّبُ الأشياءَ، وكَانَ يَأمُرُ ويَتمُّ كُلَّ شيءٍ خُطوةً بِخُطوةَ، وخُلقَ كُلُّ شِيءٍ بِكلمتهِ (تكوين1). واليَوْمَ، هو يَستعملُ صَوتَهُ أيضاً لِكي يَجعلَ مِنَّا أُنَاساً مُؤمنينَ ومُثمرينَ. لِذلكَ، من الخَطأ عَدمُ الإيمَانِ بِمَا يُرشِدنَا إليهِ صُوتُ الرَّبِ العَليّ يُومِياً. سِواءَ بِقراءةِ الإنْجيلِ، أو مِن خِلالِ الاِستماعِ لرسَالةٍ مِن الإنْجيلِ، وهُناكَ دَائماً شيءٌ واحدٌ مُؤكّدٌ: أنّ صُوتَ الرَّبِ يَتحدثُ مُباشرةً إلى قُلوبِنَا.

لِذلكَ ليْس حَسناً أن نُصلّي مِن أجلِ الحُصولِ على تَأكيدٍ مِنَ الرَّبِ بِأنَّ مَا قِيلَ لنَا يَعْني مَشيئةُ الرَّبِ أم لا. فصَوتُ الرَّبِ هوَ مَشِيئتهُ نفسها. (يوحنا 17: 17).

 

الكَلمةُ هي جَوابُ الرَّبِ الذي نَحتاجهُ مِن أجلِ أن نَعيشَ حسَناً في حَياتِنَا، وكلّما اِسَتَمَعنا لهَ، واستَجَبنَا لِمَا تَأمُرنَا بِهِ، يَعني بُرهانٌ لعَظمةِ حُبِّ الآبِ لنَا. إذاً، فالسِّرُّ لكي نَنالَ أيّ بَركةٍ، هو أن نُؤمنَ تَماماً بِمَا يقولهُ الرَّبُ لنَا. أمَّا إذا لمْ نأبه بِما يَقولهُ لنَا، فسَوفَ نَضِلّ، ونَخسرُ كُلَّ شيءٍ وعَدنَا الله بهِ من قَبِل.

صوتُ الرَّبِ القَديرِ لهُ السُّلطانٌ ليُحقّقَ كُلَّ مَا وعَدنَا بهِ. لِذلكَ، قِوى الجَحِيم لا تَستطيعُ إعَاقةَ عَملِ الرَّبِ. فَبمجرَّدِ أن تَسمع صُوتَهُ، يكَفيكَ التَحرُّكَ لتنفيذِ مَا يَطلبهُ مِنكَ، ليَتمَّ العَملُ الإلهي.

يَقولُ الجُهلاءُ مَا يَشاؤون، وقَد يَستطيعُ الحُكّام الأشرارُ أن يَمنعوا الاِستعَانةِ باسمِ الرَّبِ، لكنْ الحَقيقة، ليْسَ هُناكَ قَانونٌ أو تَهديدٌ يَمنعُ عَملَ الرَّبِ القَديرِ. لأنَّ عَظمَته وسِيادته فَوقَ كُلِّ شَيءٍ، ولا شَيءَ يمنعهُ من إتمامِ مَشيئتهِ (إشعياء 43: 13).

فمن الذي لن يسمعَه عندما يتكلّم؟ ومجنونٌ من لا يخضعُ لِقولِه! لكن، من ينجو من العقابِ بعد ذلك! وسوف يأتي اليومُ الذي يتحمَّل فيه كلُّ منّا المسؤولية عن تقصيرِه.

الآن، كُلّ مَن في العَالمِ الرَّوحي مِن كَائناتٍ - سِواءَ مَلائكةٍ أو شَّياطينْ – يَعلمونَ تماماً أنَّهُ ليْسَ من الجَيِّدِ عِصيانُ الرَّبِ سُبحَانهُ، لأنَّهُم يَعرفونَ مَا سَيحدثُ لمنْ لا يُصغي لصَوْتِهِ.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز