-
-
فَلَمْ يَدَعْهُ يَسُوعُ، بَلْ قَالَ لَهُ: «اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ». (مرقس19:5)
لا ينتهي عملُ الله عندما يحرِّر الإنسانَ تمامًا من قوى الشَّر. في الواقع، تستمرُّ هذه العمليَّة على نطاقٍ أسمى بعد إطلاق سراحهِ. من يظنُّ أنَّ شفاءَ السَّرطان هو الشَّيء الوحيد الذي يُمكن أن يفعلَه العليُّ فهو مخطئ. في الحقيقة، نحن لا نخدم الربَّ إلَّا إذا تمَّ تحريرُنا حقًّا.
كلُّ من يُخضِع نفسَه للقدير كي يستخدمَه يكتشِف مقدار البركة الكُبرى في خدمة القدير، لأنَّه عندما يقدّم ما حصلَ عليه من الله، فسوف يُعطى المزيدَ له. كلُّ من يحتفظ بالعطيَّة الإلهيَّة، أو يستخدمها فقط عندما يريد، يفعلُ شرًّا عظيمًا لملكوت الربّ. لن يُستخدَمَ كما ينبغي فيما بعد لأنَّه ليس خادمًا حقيقيًّا.
كان الرَّجلُ الذي يسكنه الشَّيطان في كورة الجَدريين في إحدى المراحل الأخيرة للتَّورُّط في الشَّر. كان امتلاكُه من قِبل العدوِّ شيئًا فظيعًا. ربّما كان في أسوأ مستويات الخضوع للشَّيطان. ولكنَّ يسوع ذهبَ إليه وحرَّره من فيلق الشَّياطين الَّذين كانوا يعذِّبونه. لو لم يتمَّ إطلاق سراحِه، لربَّما ماتَ قريبًا.
دُهشَ الجميعُ من جرَّاء ما حدثَ لمجنون كورة الجَدريين، لأنَّه من لحظةٍ إلى أخرى، أضحى جالسًا عندَ قدمي يسوع، نظيفًا ولابساً وعاقلاً. هذا ما يريد الله أن يفعله مع كلِّ الذين تمتلكهم الأرواح الشِّريرة. إنَّ التَّحرير الذي يفعله يسوع كاملاً. فإذا ما زالت هناك أيّة عمليّة شرِّيرة، فهذا يعني أنَّ العمل لم ينتهِ بعدُ.
لقد أدى خطأ عدم فهم عمل قوَّة الله إلى فقدان الكثيرين للبركات الثَّمينة التي يُمكن أن يحصَلوا عليها بوجود يسوع في وسطِهم. لن يفعلَ الربُّ مرَّة أخرى ما فعلَه مسبقاً، لأنَّه شفانا حقَّا عندما حَملَ أسقامنا. إذا كنتَ مريضًا، توقَّف عن طلب الشِّفاء. صلِّ شاكراً الآبَ لأنَّه شفاكَ بالفِعل، وبعد ذلك مباشرة، اطلب من الشَّر أن يغادرَ حياتكَ.
عندما أراد يسوعُ أن يغادر، طلبَ الرجلُ الذي تحرَّر للتوِّ أن يسمَح له بمرافقتهِ. ولكنَّ الربَّ لم يسمح بذلك، لأنَّها ليستْ خطّته في حالةِ هذا الرَّجل. لا يمكنك إنشاء قواعد ثابتة ومطالبة الجميع بالخضوع لها. يجب على كلّ إنسانٍ أن يُدرك مشيئة الله نحوهُ ويجتهد لتحقيقها. كان على مجنون كورة الجَدريين أن يكون مُرسلاً لأهله وأصدقائهِ وأبناء وطنهِ.
أغراضُ العليِّ في حياتك أعظم ممَّا تتخيَّله. ولكن يجب أن تجلسَ عند قدميه بخضوعٍ كاملٍ أوَّلاً. كلُّ من لا يتمتَّع بقرارٍ سليمٍ يحاول إرضاءَ مصالحِه الخاصَّة عندما يتمّ إطلاق سراحِه. أمَّا الحكماءُ فيعطونَ الأولويَّة لملكوت الله وبرّه.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز