-
-
فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لاَ تَخَفْهُمْ، لأَنِّي بِيَدِكَ قَدْ أَسْلَمْتُهُمْ. لاَ يَقِفُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِوَجْهِكَ». (يشوع8:10)
عندما نطيعُ الله، فإنَّه يقود خطواتنا ويقودنا إلى المكان الذي أعدَّه لنا كي يباركنا. وبالتَّالي، ليس هناك ما نخشاه. يجب علينا أن نتبعَ توجهاتهِ فقط. وليفعل العدوّ ما يشاء، لأنَّ الربَّ قد أعطانا مسبقًا الرَّد الذي يجب أن نقدِّمه له. من يعيش لخدمة العليّ يكتشف أنَّه سيبقى آمنًا تحتَ ظلِّهِ.
لم يكن هناك أيُّ معنى للدُّخول في معركة على ما يبدو، لأنَّ سكّان جبعون قد خدَعوا يشوع، إذ أخبرَهم رجلُ الله أنَّ إسرائيل ستكون في سلامٍ معهم وستحافظ على حياتِهم. دَع الرُّوح القدس يرشدك ولن تندم أبدًا على ما قلتَه أو فعلتَه. بالنَّتيجة، لن يقودك لفعلِ شيءٍ ما لم تكن هذه إرادته. إنَّ العليَّ يعرف كيف يقود شعبَه إلى النَّصرِ.
الآن، عندما هوجم الجبعونيون من قبل مجموعة الملوك - الذين بلا شكّ سيُهاجمون إسرائيل لاحقًا - طلبوا من يشوع أن يُنقذهم، لأنَّهم كانوا خدَّامه. سُمعتنا في المَسيح يجب أن تجعلَ الكثير من النَّاس ينضمّون إلينا، من أجل الحصول على القليل من الحرِّية والسَّلام والحماية.
أعلن الربُّ أنَّ المعركة لهُ. ظهر ذلك بقولهِ ليشوع وما فعله في القتال. لذلك، لم يكن على يشوع أن يخافَ من قوَّة مجموعة الملوك. لا تخافوا من تهديدات الشَّيطان، فإنَّ إلهنا قديرٌ، جبارٌ في القتال. لا يمكن للجحيم بأيّ سلاحٍ أن يهزم الربَّ أو قوَّته. نحن مع الطرف المنتصِر.
أصبحتْ المعركة خطيرة لدرجة أنَّ الله نفسه دخلَ في القتال من أجل إسرائيل. هذا يعلِّمنا أنَّنا لا نعرف لماذا ننجذب أحيانًا نحو مواقف معيَّنة. ولكن مادامَ العليُّ يوجّه خطواتنا، فلماذا نحاول فهم ما يحدث لنا أثناء مسيرتنا؟ الربُّ، القائد الأعلى للقوَّات السَّماوية، لن يتخلَّى عنَّا أبدًا. لن نهزم أبدًا لأنه معنا.
صلَّى يشوعُ إلى الله الذي تمَّم كلمته بقولهِ: وَبِجَلاَلِكَ اقْتَحِمِ.. مِنْ أَجْلِ الْحَقِّ وَالدَّعَةِ وَالْبِرِّ، فَتُرِيَكَ يَمِينُكَ مَخَاوِفَ (مز4:45). بعد أن شعرَ بما يجب عليهِ فِعله، أصدرَ يشوعُ أمرًا بإيقاف النظام الشَّمسي بأكمله لمدَّة يوم تقريبًا. هناك لحظات من الإيمان عندما نستخدمها بطريقة رائعة، نصلُ إلى استنتاج مفاده أنَّ الربَّ وحدَه هو الذي يمكن أن يفعل مثل هذا الشَّيء من أجلنا. لا شكَّ أنَّه أعدَّ لك مفاجآت جيّدة.
لو لم يكن الجبعونيون ماكرون للحصول على وعدِ يشوع وبالتالي الحفاظ على حياتهم، لَما مرَرنا بهذه الخبرة التي تزيد من إيماننا بهذا القدر العظيم. لا تحكم أبدًا على بطل الربّ عندما يُستخدم لتحقيق العدالة الإلهية. في الأبدية، سنرى كيف فعل الله أشياء خاصَّة لصالِحنا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز