-
-
انْظُرْ إِلَى الْعَهْدِ، لأَنَّ مُظْلِمَاتِ الأَرْضِ امْتَلأَتْ مِنْ مَسَاكِنِ الظُّلْمِ. (مزمور20:74)
إنَّ عهدَ الربّ الجَديد مع البشرية، من خلالِ دَم يسوع، يُغطي كلَّ احتياجاتنا. وضعَ الله عهودًا عديدة لإعادتنا من السُّقوط خلال تاريخ البشرية، لكنَّها لم تكن نهائيّة أو كاملة. إلى أن تمَّ الخلاصُ بموت يسوع، وهكذا جاء العهدُ الأفضل والأكمل ليجعلنا نسلك كأبناء الله ونستمتِع بكلِّ ما تمّ منحهُ لنا.
يُمكن أن يتلوَّث أقدسُ الذين نالوا الخلاص ويسقط في التَّعدي إذا لم يحترم كلمة الله. وسوف يقوده خداعُ العدوِّ إذا لم يكُنْ راسخاً في الإيمان. صلَّى صاحبُ المزمور طالبًا من الربّ أن يمنحه احترامَ العهدِ الذي يضمن لنا الغفران والنَّجاة من مملكة الظّلام. إنّ ذاكَ يقوم على وعودٍ أسمى ويساعدنا على العودة إلى علاقة مع الآبِ.
عندما كتبَ النَّاظم طالباً من العليّ احترام العَهدِ الجديد، كان الرُّوح القدس يستخدمه لئلَّا تتمّ إدانة الذين يسقطون إلى الأبد. اليوم إذا اعترفنا بخطايانا وآمنَّا بغفرانه، فسنُقبَل كما لو أنَّنا لم نخطئ أبدًا، باستثناء أولئك الذين يُسيئون إلى نعمة الله ويخطئون مع ضمائرهم ويجرِّبونَ الله.
يضمنُ العهدُ الجديدُ الغفرانَ لجميع النَّاس، طالما أنَّهم يعترفون بخطيّتهم إلى العليّ. ولكن إذا تصرَّفوا بطريقة غير مبالية، غير مكترثين بطريقة عيشِهم واعتبروا أنَّ نعمة الله تعفيهم من العيش بطريقة مقدَّسة، فسيكونون مخدوعين كثيرًا. الاعترافُ الكاذبُ لا يجلب فرحَ الغفران، ومن يفعل ذلك يستمرُّ تحت الإدانة. قالَ يسوعُ للرَّجل الأعرج الذي شُفي أن يذهب ولا يخطئ بعد الآن.
إنَّ ما يدفع الكثيرين إلى الإثم هو الدّعاية للآثام في وسائل الإعلام، وكذلك الطريقة التي يلبس ويتحدَّث بها النَّاس، وأسلوب تفاوضِهم. كثيرٌ من الذين يروِّجون لطرق التَّعدي مذنبون بسبب ما يفعلونه. ولا شكَّ أنَّهم مسؤولون عن الذين سقطوا وضاعوا إلى الأبد. راقِب كيف تبدو حياتك، وإذا كان الأمر كذلك، فقم بتسوية الأمور مع الله. إنَّه بارٌّ وأمين.
في العهد الجديد، هناك أحكام لجميع أخطائنا. علينا فقط أن نقرِّر ألَّا يستخدمنا العدوُّ بعد الآن. تُقبل صلاة الصَّادقين، أمّا الذين لا يحترمون الربَّ فلن ينالوا الغفران أبدًا. وعندما يسقطون في لهيب الجحيم ويطلبون التَّوبة أو الرَّاحة، كما فعل الغنيُّ في المَثل، فلن يجدوا مكاناً لها.
اطلب غفرانَ الله مباشرة. كُنْ صريحاً وَصِفْ كيف سقطتَ، ولماذا فعلتَ ذلك، وماذا تريد منه أن يفعل، واجعل الأمورَ في نصابها الصَّحيح مرَّة واحدة وإلى الأبد. لا تؤجّل لوقتٍ لاحقٍ العودة إلى الواحدِ الذي يجعل الجسَد والرُّوح يتألَّمان في بحيرة النَّار والكبريت إلى الأبد.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز