قوة الإيمان

استخدمَ الربَّ بولس لإعطاء رسالة عن أهميَّة محبَّة الله (لحِفظ وصاياه). قال الرَّسول: وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا (1كورنثوس3:13). إنَّ القيامَ بالعَمل دون إطاعة التَّوجيه الإلهيّ هو عملٌ غير مثمر. يجب أن يأتي كلُّ توجيهٍ فيما يتعلَّق بحياتنا من الله العليّ.

أمرٌ لا ينفع أن تقولَ مرارًا أنك تحبّ الربّ، وتُعطي وقتك وطاقتك وحكمتك لأشياء أخرى قد تعتقد أنَّها تخصّ الآبَ، والربُّ لم يأمرك بفعلها. عدم القيام بما أمرَ بهِ يعني أنك لا تحبّه. في الأمور الرُّوحية، تأتي المبادرة دائمًا من الله.

نرى الفرِّيسي الذي دعا يسوع لتناول العشاء في منزله في لوقا 7، الآية 36،. في ذلك المكان، كان هناك أكثر من مجرَّد عشاء: المرأة التي اعتبرَها النَّاسُ خاطئة أظهرتْ طاعة لله أكثر من سِمعان، المُضيف (الآيات 44، 45). سكبتْ الدُّموع على قدمي المَسيح وغسلتهما بشعرها. ولأنَّ خطاياها الكثيرة قد غُفرت، فقد أحبَّت كثيراً.

إنَّ الذين ينتمون إلى الله لا يفكّرون مرَّتين عندما يشعرون أنَّ الربَّ أعطاهم شيئًا ليفعلوه. وهم يُنجزون إرادته على الفور. ولأنَّهم يحبُّونه، فإنَّهم يتمِّمون وصاياه. أمَّا الذين ليس لديهم خوفٌ في قلوبهم فلا يهتمّون بخلاص النَّاس، وما إذا كانوا يعرفون يسوع أو يعبدون العدوَّ. أيُّ نوعٍ من المَسيحيين أنتَ؟

يعلّم المَسيح أنَّ من يعرف إرادة الله ولا يفعلها سيُعاقب بشدَّة (لوقا47:12). بلا شكّ، هناك الكثير من النّاس الذين لا يفهمون سببَ وجود المَشاكل الكثيرة في حياتِهم. ورغم المعاناة الشَّديدة، لا يمكنهم أن يروا أنَّهم يسمحون للشَّيطان بتعذيبهم. من يحفظ الوصايا الإلهية لا يعاني من أيَّ شرٍّ.

عندما تفي بأمر العليّ، افعل ذلك بكلّ قلبِك وروحِك وإدراكك. وإلَّا ستؤدي عملك الخاصّ وليس عملُ الله. وبالتالي لن يُقبل عملك، وستكون قد أهدرتَ وقتك. يجب أن نتبعَ توجيهاته كلَّما صُمنا، وصلَّينا، وخدمنا الربّ، حتى نتمكَّن من إنجاز ما أمرَ بهِ بكلِّ كياننا.

الوصيَّة التي أعطاها هي بركة لا تحتقرها أبدًا، لأنه يمنحك الفهم ويقدِّسك لتحقيقها. لا يُمكننا أن نحدّ من قدراتنا واستسلامنا وقوَّتنا بينما نخدم الربَّ. كلُّ ما أعطانا الآبُ يجب أن يعود إليه. وبالتَّالي سوف نتلقّى المزيد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز