-
-
فَتَقُولُ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هذَا الْعَهْدِ، (إرميا3:11)
إنَّ وعودَ الله هي إعلانُ ما يُمكن أن يفعلَه للنَّاس، طالما أنَّهم يؤمنون بكلمتِه ويُطالبون بها ويتمسَّكون بما أوحيَ لهم. فالسَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا، وَالْمُعْلَنَاتُ لَنَا وَلِبَنِينَا إِلَى الأَبَدِ (تث 29:29). فالأشياء الَّتي دوِّنتْ في الكتاب المقدَّس تخصُّنا وتخصُّ أولادنا. لذلك عليكَ أن تفحص كلمة الربّ باهتمامٍ شديدٍ، لأنَّك فيها تجد برَّ الله من إيمان لإيمان (رومية17:1).
يُعبّرُ العليُّ عن مشيئتهِ من خلالِ إعلاناته، فلا ينبغي نسيانُ أو رفضُ أيّ شيءٍ دُوِّنَ في الكتاب المقدَّس. حيثُ نجدُ فيهِ الخطَّة الإلهيَّة لكلِّ شخصٍ يعيش على الأرض. لذلك عندما تجدُ وصيّةً أو وعدًا، لا تصلِّي لتعرف ما إذا كانت هذه هي إرادة الله أم لا، لأنَّها وُضِعتْ مُسبقاً لتعليمِك هدفهِ لجميعِ النَّاس.
أولئك الَّذين يقبلونَ إعلاناتِ القدير يُصبحون مباركين وناجحين وسُعداء، لأنَّهم يحقّقونها تماماً إن آمنوا بها لأنَّ قوّة الله تعمل لصالحِهم. الآن، فرح الربِّ هوَ قوتنا (نحميا10:8)؛ لذلك سنكون أقوياء ونشطاء إذا سُرَّ بموقفِنا. لا يوجد شيءٌ أفضلَ من أن نكون ضمنَ الإرادة الإلهيَّة تماماً، لنحقِّق قصدَه في حياتِنا.
ليس من الضَّروري أن يخرجَ الآب السَّماوي إلى المَيدان ليفعلَ ما يقوله، لأنَّ دورهُ في عمليَّة البركة قد تمَّ عندما قال كلمتهِ. فعندما نفهم شيئًا ما في الكتاب المقدَّس، يكونُ الوقتُ قد حانَ كي نقومَ بدورنا فيما يتعلَّق بهذا الموضوع الذي أوحيَ لنا، وهكذا نصبحُ مسؤولين عن كلِّ خيرٍ أو شرٍّ يحدث لنا. فإذا آمنَّا ننال البركة. وإلَّا سيكون هناك لعنةً.
سواءً كانت وصيَّة أو توبيخ؛ وعدٌ أو تحذيرٌ، من لا يستمِع إلى ما يقوله الله سيتحمَّل العواقب. لذلك يحذّرنا من أن نجعله كاذبًا من خلال أفعالِنا، لأنَّ الشَّخص الذي فهِمَ خطَّته وأدركَ وعودهُ، ولا يتصرَّف وِفقًا لإرادته، يكونُ مسؤولاً عن كلِّ ما يفعله العدوُّ في حياتهِ. لذا كلُّ ما علينا فِعله لنجعله صادقًا هو أن نؤمنَ.
وصايا الربِّ وإعلاناتهِ الكثيرة تجلبُ الحكمةَ والفهمَ. أولئك الَّذين لا يجاهدون لإطاعة وصاياه يضعفُ إيمانُهم، وفيما بعد، في العالَم الرُّوحي، يصبحون مثلَ الذين أصابَهم المرضُ ولم يتمكَّنوا من التّحرك. لذلك افعلْ ما يقوله الله. وبالتالي تكون دائمًا على استعدادٍ للانتصارِ والفوز.
اختيارك يجلبُ لك نعمةً أو نقمةً؛ لذلك ابقَ متيقّظاً لئلَّا يجعلك الشَّيطان تتصرَّف بعكس مشيئةِ الخالقُ لك. فإرادة الله دائمًا كاملة. لا تسقط في كذب العدوِّ أو تضلَّ عن توجيهاتِ الربّ. اعلم أنَّ ازدراء الكلمة يشبه الانتحارَ الرًّوحي.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز