-
-
أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. (يوحنا14:15)
أمرٌ يكادُ أن يكونَ غير معقولٍ أنَّ الربَّ، اللاّهوت نفسُه الخالقُ لكلِّ الأشياءِ، يقدِّم ذاته ليكون صديقًا حقيقيَّاً لنا. هذا أفضلُ ما يُمكن أن يكون صحيحاً، أليس كذلك؟ ورغمَ ذلك، في الواقع، اقترحَ أن يكون صديقًا لنا؛ وهكذا ننال أعظمَ بركةٍ بعد نوالنا الخلاص. سنرضيهِ في كلِّ شيء ولن نخسَر معركةً واحدةً في نفس الوقت.
عندما يقول الكتابُ المقدَّس أنَّ الربَّ وحدَه هو الله (تثنية39:4)، فهوَ لا يقوم بدعايةٍ رخيصة للخالق، ولكنَّه يُظهر أنَّ رئيسَ الحياة كاملٌ في كلِّ شيء، بما في ذلك لطفهُ. فلن ينقصك شيءٌ في حياتك بمجرَّد أن تكسبَ صداقته. الآن، إذا كنت تعتقد أنك قد أتممتَ الوصايا وحياتك لم تتحسَّن، فلا تزال هناك وصيَّة واحدة عليك اتِّباعها؛ لا تعطِ إبليسَ مكاناً (أف27:4).
الصَّديقُ هو شخصٌ مميَّز نودُّ أن نجدَه بين زملائنا بلا شكٍّ. ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ هذه المهمَّة أصبحتْ مستحيلة. فالصَّديق هو شخصٌ يحبُّ دونَ أيّة مصلحة أنانيَّة، حتى لو تجاوزنا حدودَ أنفسِنا في شيءٍ ما، فإنَّه لا يأخذ ذلك في الاعتبار، بل بمحبَّة يقودونا إلى إحساسِ سليمٍ. الصَّديقُ لا يخوننا أبدًا أو يخيِّب أملنا أو يؤذينا.
ليس من الصَّعب تلبية شروط التَّمتّع بصداقة المَسيح. فعندما نفي بما أوصينا بهِ، يبدأ بمساعدتنا كعربونٍ لميراثنا. بحيثُ نتلقَّى منه العديد من العطايا في أيِّ وقت. لن يكون هناكَ ثمنٌ باهظٌ حتى نتمتَّع بصداقتهِ. فقط شخصٌ مميَّز جدًا مثل الربِّ يجعلنا أصدقاءً لهُ.
هناك حقيقة أخرى يجب أن ندركها وهي أنَّ يسوعَ لن يأمرَ بشيءٍ مستحيلٍ أو لن يمنحنا البركات. كلُّ الوصايا بسيطة وخفيفة يجب طاعتها. لكن احذر من السَّماح للعدوِّ بالتَّدخل في صداقتك مع المُخلِّص، بإخبارك أنَّ إحدى وصاياه لا تحتاج إلى استجابة؛ بالنَّتيجةِ، إذا حدث هذا، فستكونُ خسارتك كبيرة، لأنك ستضع حدًّا لأفضل صداقةٍ يُمكن أن تحصلَ عليها على الإطلاق.
عندما ننفّذ الوصايا التي قدَّمها السَّيد، نكتشف أنَّه يسيرُ أمامَنا، ويفتح الطريق الذي يجب أن نتبعه خلفَ خطواته. إذن، لماذا لا تؤمن به وتسمح له أن يقودك إلى حيث يُريد؟ قال المسيَّا: «إِنَّهُمْ شَعْبِي، بَنُونَ لاَ يَخُونُونَ». فَصَارَ لَهُمْ مُخَلِّصًا. فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ (إشعياء 63: 8-9). لا تكذب أبدًا، بل قمْ بعملِ الربّ!
أولئك الَّذين يُصبحون أصدقاءً لابنِ الله لن يفقدوا هذا اللَّقب أبدًا، إلَّا إذا جلبوا العارَ لاسمِه، هاربين من المعارك. فلا يهمّ في أيِّ جزء من المعركة تمَّ وضعُك؛ مارس هذا الموقف بكل ما لديك من قوَّة، لأنَّ المَسيح موجودٌ في المكان الذي قرَّر أن تكونَ فيه. إنه ينتظرك وعندما يحين وقتُ القتال سيَمسَحُ رأسك بدهنِه. المُخلِّصُ
رائعٌ، أليس هذا صحيحًا؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز