عِنْدَمَا شَتَّتَ الْقَدِيرُ مُلُوكًا فِيهَا، أَثْلَجَتْ فِي صَلْمُونَ (مزمور14:68)

ليس هناك سرٌّ ليباركك القديرُ. عليكَ أن تؤمن بكلمتهِ وتنفّذ وصاياه فقط. أولئك الذين اختاروا أن يعيشوا بالطريقة التي يُريدونها، والَّذين لا ينحنون أمام الحقِّ، يكتشفون لاحقًا أنَّهم لم يتَّخذوا القرارَ الصَّحيح في حياتِهم. لقد فتحوا البابَ للعدوِّ ليضربَهم بكلِّ أنواع الشُّرور إلى جانب عدم تلقّيهم الحماية السَّماوية. بالتَّأكيد لا يجدر العيشُ بعيدًا عن الربِّ.

حتى لو كانت مهمَّتك في أماكنٍ مُقفرة، كالصَّحراء مثلاً؛ هذا لا يَفرق كثيراً بالنِّسبة للربّ، فبما أنَّه القديرُ، لن يسمحَ بأيِّ ضررٍ لكَ. أولئك الَّذين يؤمنون بالعليِّ يمكنهم تحويلُ كوخٍ في أحياءٍ فقيرة إلى قصرٍ؛ أمّا الَّذين لا يسيرونَ معه، حتى لو كانوا يعيشون في قصرٍ جميلٍ، فإنَّهم في الواقع يشعرون وكأنهم يعيشون في أسوأ الأحياءِ البائسةِ. الفرقُ هو ما إذا كنتَ على شركةٍ بالله أم لا.

يدعو يسوعُ جميعَ المُتعبين وثقيلي الأحمالِ أن يأتوا إليه كي ينالوا الرَّاحة (متى 28:11). لا تأخذ هذه الدَّعوة كإرشادٍ لمغادرة الكنيسة والذَّهاب إلى كنيسةٍ أخرى، ولكن لاستخدام إيمانِك بشكلٍ صحيحٍ، من خلال ممارسة ما تقوله الكلمة. إذا كنتَ تعيشُ في برّية روحيّة، يُمكن للقدير أن يُرسِل لك أمطارًا غزيرة من البركات. وهكذا ستتحوَّل حياتُك إلى حديقةٍ جميلةٍ. يجدرُ بنا أن نؤمنَ بالربِّ!

ابقَ متيقِّظًا، لأنَّه عندما يدخل اللهُ في المعركة لصالحِك، سترتعدُ السَّماواتُ أمام وجههِ، وسيأتي أجمل وحيٍ إلى قلبك، كي يُعِدَّك للمعركة. لهذا يجب ألَّا تفوتك الخدماتُ في الكنيسة، حيث يستخدم روحُ الله القسَّ ليعطيك الرِّسالة التي تأتي مباشرة من قلب الآبِ. أن تبتعدَ عن بيت الربِّ معناه أن تبقى قريباً من المَشاكل، فلا تفعل هذا.

حتى الَّذين يفتقرون إلى فَهمِ ما يُمثّله العملُ الإلهيُّ، عندما يَتناولون الخبزَ الذي سيوفّره ملاكُ الكنيسة- الرَّاعي- سينالون القوَّة. أولئك النَّاضجون في الإيمان والتَّعليمِ سيفهمون أنَّ الله لم يغيّر طريقة تصرُّفه، لكنَّ تركيزه سيكونُ على عملهِ وعلى جميعِ الأشخاص الَّذين هم على استعدادٍ للتَّعاون معه من خلال إتمام وصاياه. هؤلاء النَّاس سوف يُحفَظون بأمانٍ وسوفَ يَستخدمهم.

إنَّ الله سيشتِّتُ الأعداءَ جميعًا حتى لو أرسلَ الجحيمُ أكثرَ الشَّياطين شرَّاً لتسبِّب الأذى لك، وسيبدو الأمرُ كما لو أنَّ الشَّر لم يكن موجودًا. تسقطُ مسحةُ الربّ كالثَّلج في حقولِ صَلمون. وهكذا، فإنَّ وكلاءَ الشرِّ لن يتحمَّلوا بردَ العليّ ولن يكون لديهم مكانٌ للاختباءِ، لأنَّ كلَّ الأبواب ستُغلَق في وجههِم. اللهُ مخيفٌ عندما يعملُ لصالحِ شعبهِ.

لا يُمكن لأيِّ خطةٍ للعدوِّ أن تسودَ على الشَّعب المقدَّس، لأنَّ الربَّ يسير في وسطِهم. لذلك، هيء نفسَك لتعيشَ بحسب أفضلِ ما أوحى اللهُ بهِ لك، كي تؤدي دورك في عملهِ. مهما جاهدَ الشِّرير فلن تتأذّى، لأنَّ من يحفظكَ لا يفشل أبداً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز