-
-
وَقَدْ قَالَ حَقًّا: «إِنَّهُمْ شَعْبِي، بَنُونَ لاَ يَخُونُونَ». فَصَارَ لَهُمْ مُخَلِّصًا. (اشعياء8:63)
لا أحدَ يدركُ عمقَ فكرِ الربِّ عندما يفعلُ شيئاً ما من أجلِنا، ولكن بكلِّ تأكيد، إنَّه شيءٌ هامٌّ. لم يخطّط للإنسان من أجل ذلك فقط، لكنَّه خطَّطَ له كي يشاركَ بنشاطٍ في هدفهِ الأبدي. لذلك خلَقنا على صورتهِ ومثالهِ. حتى لو لم نفهم الآن بَعد بشكلٍ كاملٍ، لكن عندما نصلُ إلى السَّماءِ، سوف نعرف كما عُرفنا.
إنَّ التَّقدير الذي يقدِّمه الربُّ لنا رائعٌ، بمجرَّد أنَّه خلقنا على صورته ومثالِه، فذاك يعني أهميَّة الدَّور الذي أعدَّه لنا للوفاء بخطته. كإلهٍ، هوَ مستعدٌّ لتنفيذ إرادته. لقد شاركَ الثَّالوث الأقدس في عمليّة خلقِنا؛ في كلِّ التَّفاصيل، والأمرُ ذاته حدثَ في عملِ خلاصِنا.
تغيَّر مصيرُنا بعدَ سقوط الإنسانِ. ثمَّ بذلَ يسوعُ ذاته من أجلنا، لأنَّه لم ينسَ شعبه. لم نطلب منه أن يَخلِقنا، ولكن عندما نفهم مشيئته نحونا، فإنَّنا نعطي أنفسَنا بكلِّ سرورٍ لإنجازِ إرادتهِ. أمَّا المتمرِّدون، أولئك الّذين لا يَنحنون أمامَ الحقَّ، فسيدفعون ثمناً باهظاً في المُستقبل، لأنَّه لن تكون هناك فرصة ثانية.
إنَّه يتوقَّع منَّا أن ننفّذ مهمَّتنا بالشُّكر. لذلك لا تدع نفسَك تنجرف بعيدًا مستسلِماً للتَّجربة، أو عدم القيام بما يأمر به، لأنك لا تنتمي إلى الآخر، فقط له- رئيسُ الحياة وصانِعها-، الذي لا يجب أن نقوم بمحاولة خداعٍ أمَامه. كُنْ حذراً تجاه الشَّيطان! سوف يفعل كلَّ ما في وسعهِ لسرقةِ سعادتك الأبديّة.
وجَّهَ الربُّ قلبه إلينا وخلقَ خطَّة الخلاصُ في حين لم يَكن لدينا أيَّة فرصة لاحتلال مكانتِنا في الربّ، لذلك لا توجد طريقة يُمكن للعدوِّ أن يفصِلنا عن الله الآن، إلَّا إذا استَمعنا إلى الكائن الشِّرير. تمَّ خلاصُنا بالفعل، للحقيقة البسيطة المتمثِّلة في قبول ما فعله يسوع من أجلِنا. لقد أصبَحنا واحدًا مع الربّ، وهكذا تمَّ خلاصُنا.
عندما نقول إنَّه صارَ مخلِّصاً لنا، يجب أن نؤمنَ أنَّ هذا سيستمرُّ طوال الأبديَّة، لأنَّ عطاياه لا رَجعة فيها. وبالتَّالي، سنكونُ إلى جوارهِ دائماً، خاضِعين لإرادته. لذلك، افعلْ كلَّ ما تستطيع، ولكنْ وفقًا للكلمة. لا تخترع شيئًا لإنجازهِ كما لو أنَّ الله تحدَّثَ إليك بأشياء جديدةٍ. كلُّ ما يرغب بِه هو أن نفعلَ بحسبِ المكتوب في الكتاب المقدَّس.
لا ينفع التَّوقف عن الإيمان وفِعل ما أوصى بهِ، لأنَّنا نحصل على الحِكمة والفَهم عندما نطيعهُ. ولكن عندما تفشل في تلبيةِ ذلك أو عندما لا تنتبِه إلى وصيَّة بغضِّ النَّظر عن مدى صِغَر حَجمِها، فأنتَ لا تحصل على حاجتِك لئَّلا تقدِّم نفسَك للعدوّ، وبالتَّالي تفشل في إنجازِ مهمَّتك بالحَمدِ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز