-
-
وَلكِنَّهُمْ تَمَرَّدُوا وَأَحْزَنُوا رُوحَ قُدْسِهِ، فَتَحَوَّلَ لَهُمْ عَدُوًّا، وَهُوَ حَارَبَهُمْ. (اشعياء10:63)
أمرٌ ضارٌّ للغاية أن ندعَ خطيئة التَّمرُّد تسيطرُ على قلوبِنا. إذا حدثَ هذا، سيكونُ كلّ ما نقوم به ملتوياً ولا قيمة لهُ على الإطلاق. يجب على أيِّ شخصٍ يقعُ في الخطيئة أن يعترفَ به للربّ، وفي بعضِ الحالات، للشَّخص الذي أخطأ نحوَه، يُخبره بكلِّ ما حدث والسَّبب الكامِن وراء اقترافِه لهذا الفعلِ، حتى ينالَ الغفران.
يعرفُ الشَّيطانُ خطرَ التَّمرّد على الخطّةِ السَّماوية؛ لهذا يُحاول إقناعَنا بأنَّ العَيش في قداسةٍ كاملة ليس جيّدًا ويجب أن نسمحَ لأنفسِنا بفِعل ما نرغب بهِ. وإذا استمَعنا له، فسنُستبعَد من محضرِ الله، بانتظار يوم الدَّينونة حيثُ نستمِع إلى حكمِ مصيرِنا المُحزن.
الربُّ يُرشدنا إلى أن نتمتَّعَ بحياةٍ مقدَّسة من أجلِ مصلحتِنا. لهذا يعلّمنا أن نحترمَ القريبَ وألاَّ نستسلمَ لسلوكيّاتٍ غير مريحةٍ أو غير لائقةٍ، وبسبب ذلك، سيُصبحُ العدوُّ سيِّدَ إرادتِنا وحياتِنا. دون شكٍّ، فإنَّ الشَّخص الذي ارتكبَ خطأً ولم يتُبْ، يدفع ثمنًا باهظاً بسببِ عصيانهِ لمشورة العليِّ. الآن، الغفرانُ يردُّ حريَّتنا.
يجب ألَّا يُحزَن الرُّوح القدس أبدًا، فدونَ مساعدتهِ، لا يُمكننا مقاومة غرائز الشَّيطان الشِّريرة. يجب أن يقودنا إرشادُ الرُّوح القدس إلى كلِّ الحقّ (يوحنا 16: 13)؛ لذلك يجب أن نكون في حالةِ تأهّب لِما يُخبرنا به، وبهذه الطريقة، سنرضيهِ. إنّه المعزّي الآخر (يوحنا16:14)، ذاتُ جوهر وهيكل يسوع، وإلَّا فقد تعرَّضنا لخسارةٍ كبيرةٍ.
جنونٌ خالصٌ أن نعرفَ أنَّ بعضَ مواقفنا يُمكن أن تحوِّل الربَّ إلى عدوٍّ لنا، ورغمَ ذلك، نختار القيامَ بها. لماذا نحتقرُ المحبّة؟ الآن، أولئك الَّذين لا يأخذون صداقة الله في الاعتبار يستسلِمون للشَّيطان الذي يتنفَّس الكراهيّة طوال الوقت. أولئك الذين ينحرفون عن طريق الحقّ غير مسؤولون. كما أنَّ التَّخلي عن الحَياة ومحبَّة المَوت أمرٌ غير مفهومٍ.
أولئك الذين يبتعدون عن العليّ يقتربون من الشَّيطان، الذي يتمتَّع بحرية الوصول إلى قمعهِ- يسرق ويقتل ويدمِّر- مثل هذا الشَّخص (يوحنا 10: 10). ولكنَّ الذين يأتون أمام الربّ سيَرون أنَّه يحاربُ عنهم. عند علامة أيّة تجربة، على الرُّغم من أنَّ ذاكَ يبدو مبرَّرًا، اصرخْ وأخبِر الإله الرَّحيم كلَّ شيءٍ. وهو سوف يساعدك كأبٍ. افعلْ كلَّ شيءٍ حتى لا تقع في الخطيئة، لأنَّ الضَّررَ سيكونُ كبيراً جداً.
القرار بين يديك. إذا كنت متمرِّدًا، فسوف تتعرَّض للاضطهاد بكلِّ طريقة مُمكنة؛ ولكن إذا كنتَ مطيعًا، فستكون لديك صداقة ومحبَّة الواحد الخالق الذي يريد خيرَكَ. الموقفُ لك، ولا يُمكن لأحدٍ المشاركة فيه. سوف يساعدك الرُّوح القُدس على عدم فتح البابِ للشَّر. لذلك استمِع إلى صوت الله، وعِشْ حسَبَ محبَّتهِ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز