-
-
ثُمَّ ذَكَرَ الأَيَّامَ الْقَدِيمَةَ، مُوسَى وَشَعْبَهُ: «أَيْنَ الَّذِي أَصْعَدَهُمْ مِنَ الْبَحْرِ مَعَ رَاعِي غَنَمِهِ؟ أَيْنَ الَّذِي جَعَلَ فِي وَسَطِهِمْ رُوحَ قُدْسِهِ، (اشعياء11:63)
ما دام الربُّ قد عَمِلَ بقوَّةٍ في أيَّام موسى، فلماذا لا نرى المزيدَ من العَجائب الإلهيّة اليوم؟ الخطأ ليس في الله، ولكن في الَّذين يقدِّمون الأعذار لأنَّهم ذهبوا لشراء أرضٍ، ولوضع النِّير على الثِّيران، أو لأنَّهم تزوَّجوا. هل يمكن أن تكون مثل هذه الأعذار مقبولة أم هناك إجابة على هذا الإهمال؟ هؤلاء الأشخاص أهملوا الفقراء، العُرجَ، والمكفوفين (اقرأ لوقا 14: 16-24). كُنْ حذراً! قد تخيبُ من المشاركة في العشاء الأبدي.
في ذلك اليوم، حُلَّ كلُّ شيءٍ. في الحقيقة لا يوجد مبرِّر لنا كي نتركَ مشكلةً يجب حلّها الآن إلى المُستقبل إذا كنَّا في محضرِ القدير الكلِّي المعرفة. حكمَ موسى بالحقّ في الأمور التي نُقلتْ إليه. نظرًا لأنَّ كلَّ هذه الأشياء تمثِّل ما يجب أن يحدثَ اليومَ، يُمكننا الاستماع إلى القضايا، وعندما نشعر من الربّ بالقرار الصَّحيح، يجب أن نعطي القرار باسم يسوع، لأنَّ العملَ سيتحقّق.
إنَّ عملَ الآب السَّماوي يتمّ تقييده بسبب تصرُّف بعض أبنائهِ؛ من ناحيةٍ أخرى، أينما وُجِد شخصٌ يكرِّس نفسَه، فإنَّه سيتصرَّف بالتَّأكيد. إذا تعلَّمنا كيف نصبحُ أصدقاءً للربّ، فسوف نراه في العَمل دائمًا، وبالتَّالي، لن نواجه هزيمة أو حتى معاناة صغيرة. حسَنٌ أن نتذكَّر التَّحذير الَّذي قدَّمته الكلمة الَّتي تقول: هَلْ يَسِيرُ اثْنَانِ مَعًا إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا؟ (عاموس 3: 3).
رفع العليُّ الرَّاعي الذي قادَ شعبه عبر البَحر. في تلك الأيام، أظهرَ الله نفسه للإسرائيليين في شخصيّة الرَّاعي، وبالتَّالي، عبَروا البحرَ الذي كان عقبةً عملاقة. حاليًا، يقودنا الرُّوح القدس، وعلى الرُّغم من وجود عوائق بحجم البحرِ الأحمر لمنعِنا من تحقيق الحرِّية، لكن لا يتعيَّن علينا أن نخافَ، من دون شكّ، الله معنا من خلال روحهِ القدُّوس.
جعلَ القديرُ بني إسرائيل يمشون في البَحر كما على أرضٍ جافة (خروج 14: 16)، كإشارة إلى أنه لا توجد عقبة يمكن أن تمنعَ الذين ينتمون إليه من الوصول إلى المكان الذي عيَّنه لهم. لا تنظر إلى حجم مشكلتك، ولكن لرئيس ومكمّل إيمانك، الله العظيم والقويّ، الذي هو صديقك وأبيك أيضًا. فيه لا يوجد تغيير ولا ظلُّ دوران (يعقوب 1: 17). عندما دعانا لنكون خاصَّته، كنَّا محظوظين للغاية.
أصبح موسى قويًا جدًّا لإنجاز العملِ الإلهيّ عندما حلَّ روحُ الربّ. مادام اللهُ قد وضعَ روحَه فينا، فلماذا لم نتحوَّل كفعلة بمقتضى شدَّة قوته؟ هل يمكن أن يكون قد تغيَّرَ، أم نحنُ لا نقبل التَّغيير الذي قامَ به فينا ومن أجلِنا؟ ستصبحُ أنتَ أيضًا عظيماً إذا قبلتَ ما يقوله العليّ عنكَ.
احرص على عدم إهدار الكلمة التي أعطِيتْ لك، لأنَّها جلبتْ معها المواهب التي يجب عليك المتاجرة بها. من الحِكمة أن نؤمن بما تعلنه بشرى الإنجيل، وعندما تنشأ صُعوبة ما، بهدوءٍ شديدٍ وإيمان، قدِّم إعلان حرِّيتك بتصميمٍ وانظر إلهكَ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز