-
-
نُورٌ قَدْ زُرِعَ لِلصِّدِّيقِ، وَفَرَحٌ لِلْمُسْتَقِيمِي الْقَلْبِ (مزمور11:97)
يُعَدُّ الفهمُ الذي يمنحهُ الله لنا عن شخصهِ وعن خطَّتهِ وكيفيَّة استخدامِ قوَّته من أعظم البَركات التي يُمكن أن ينالَها الإنسانُ. وهذا يثبتُ أيضًا أنّك عاملٌ بالكلمة ولستَ مجرَّدَ شخصٍ متديّنٍ أعمى لا يعرف إلى أينَ يذهب أو ما يريدهُ الخالقُ. الإيمان بيسوع ليس شيئًا سنستخدِمه في المستقبلِ، عندما نصلُ إلى السَّماء، ولكن الآن، في جميع الأوقاتِ، نتمِّم خطَّة الله.
أولئك الذين لديهم نورٌ ويمشون فيه لا يتعثَّرون في النَّهار أو في اللَّيل. على الرُّغم من أنَّ الكثيرين لا يَرون مخرجًا أو حلًّا لمشاكلِهم، فإنَّ الشَّخص الَّذي يستنيرُ بنور الربِّ يعرف ما يجب أن يَفعله في كلِّ موقفٍ. أولئك الَّذين ليس لديهم فهمٌ من الله يتمّ دفعهم لفعلِ أشياءٍ سيّئة للنَّاس الصَّالِحين، وبالتَّالي يخسرون الكثيرَ لأنَّهم لم يقدِّموا حلَّاً مقبولاً للجَميعِ.
يُعطى الفهمُ للَّذين يَتبعون الكتابَ المُقدَّس ويَسعون لاتِّباع مثال يسوع. للمسيحيّ مهمَّة واحدة هنا على الأرض فقط: أن يدَعَ القديرَ يستخدمه لتحقيقِ خطَّتهِ. ورغمَ ذلك، ينبغي عليهم طلبُ الإرشادَ الآمِنَ من خلالِ الكتاب المقدَّس لمعرفة ما يريدهم الله أن يفعلوه. على سبيلِ المثالِ: إذا لم يكنْ للواعظ منبرٌ مُعطى من الربِّ، فلن يقومَ بالعملِ بشكلٍ صحيحٍ في خدمتِه.
الفرحٌ عنصرٌ أساسيٌّ في خدمة الربّ. من ناحيةٍ أخرى، حتى لو جاهدَ المسيحيُّ كثيرًا وبذلَ قُصارى جهدَهُ ليرضي الربَّ، فلن يتمكَّنَ من تحقيقِ ذلك حتى لو حرمَ نفسَه من الأشياء الجيّدة التي خلقها الله لسعادتهِ ورخائهِ. بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَّعْبُ، أَمَّا حَافِظُ الشَّرِيعَةِ فَطُوبَاهُ (أمثال18:29).
أولئك الَّذين يستسلمون لأيِّ خُبثٍ يَرون أنَّهم تعرَّضوا لأذى كبير؛ لهذا يُمكن للعدوّ أن يُنجزَ من خلالِهم رغباته الفظيعة. وقد أدى هذا النَّوع من التَّجارب بالكثيرينَ إلى اتِّباع طُرقٍ مُلتوية بحجّة الوصول إلى الهدف الذي أشارَ إليه الله. ولكنَّ هذا مجرَّد خِداعٍ. الأفضلُ أن تكونَ أميناً فيما قُدِّر لك، لأنَّ العليَّ يعرف الَّذين يطيعون الأمرَ الذي تلقّوه من شفتيهِ.
لا يوجد أفضلَ من أن يكونَ لك قلبٌ مستقيمٌ. إذا لزِمَ الأمرُ، يجدر أن تحرم نفسك من بعض الفوائد التي لا تتَّفقُ مع الحقّ، حتى لو كان الكثيرُ من الناس يستمتعون بها. الربُّ لا يفعلُ الأشياءَ كما اتَّفَق، ولا أحدَ يشمَخُ عليه. فالَّذين يزرعون بذاراً غير آتية من الله سيحصدون أشياءَ غير صالِحةٍ. فقط الذين يفعلون مشيئته سينالون الانتصار.
لن تتعثَّر بأيٍّ من العوائقِ الَّتي وضعَها الشِّريرُ أمامَك إذا كان لديك نورٌ، وستمتلِك ما تقوله الكلمة بفرحٍ، لأنَّك سترى أنَّ اللهَ قد تقدَّم أمامَك ليُعطيكَ ما أوحاهُ لكَ عندما تطيعُ إرشادَه. لا تتوقف عن السَّعي وراء الخطّة الإلهيَّة والقدرة على تحقيقِها. اعلَم أنَّه ليسَ فقط يجب تحقيقُ إرادة الربِّ، ولكن أيضًا أن تفعلَها كما يشاءُ هوَ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز