-
-
إِذْ سَمِعْنَا إِيمَانَكُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتَكُمْ لِجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ،
(كولوسي4:1)
أظهر أهلُ كولوسي فضيلتين دفعتا الرَّسول بولس إلى دعوة فريق خدمتهِ للصَّلاة من أجلهِم، لأنَّهم أخذوا الأمرَ الذي أعطاه يسوع للإيمان بالله ومحبَّة بعضِهم البعض بجدّية. وهكذا تمَّ الحديث عن مواقفهم بهذه الطريقة، حتى أنَّ بولسَ الخادم الأمين صلَّى من أجلهِم، وشكرَ الله وطلبَ منهم أن يمتلئوا من معرفة النِّعمة الإلهيَّة.
عندما تقرِّرُ الكنيسة تنفيذ أمرِ الربّ عادةً، فإنها تفكِّر في الضَّالين فقط، وفي كثيرٍ من الأحيانِ، تنسى أنَّ هناك إخوة يعانون لأنَّهم لا يفهمون ما هو مُعَدٌّ لهم في المَسيح. من الضَّروري أن نعلِّمهم أنَّ يسوعَ جاءَ ليمنَحنا حياةً وفيرةً وأشياءَ نفعلها لكي نستمتِع بالأعمالِ التي أُعِدَّتْ لنا سابقاً.
يجب أن نتذكَّر الأشخاصَ الضُّعفاء غير الكاملين الَّذين يجب ألَّا يكونَ الإيمانُ سببًا للتَّفاخر على الآخرين، ولكن يجب استخدامه لبركة حياتهِم ولصالحِ الآخرين، سواءً كانوا مُخلَّصين أم لا. الرِّسالة التي يجب أن نعلنَها للعالم كاملة، فهي تحلُّ كلَّ المشاكل وتقود النَّاس ليكونوا بركة للبشريّة جمعاء.
الآن، المُخلَّصون هم أناسٌ مُميَّزون لأنَّهم سمِعوا وقبِلوا دعوةَ الله. إذا علَّمناهم كيفيَّة الحصول على البركات، فسوف نُحسِنُ لهم ولنا، لأنَّهم عندما ينمونَ في الإيمان، يُمكن استخدامُهم لمساعدتنا بطريقةٍ ما. الحقيقة هي أنَّنا يجب أن نطلبَ المواهبَ الرُّوحية ونعمل لخدمةِ المؤمنين أكثر. وهكذا نتمِّم الإرادة الإلهيَّة.
ينبغي أن نقوم بأعمال الصَّدَقة- أعطِ محبَّة الله- لفقراء هذا العالم. ولكِن يجب ألَّا ننسى الَّذين لديهم إيمانٌ بالفِعل. إنَّه لأمرٌ مُحزنٌ أن يجلسَ شخصٌ ما بجانبِ أخٍ ليس لديه نفس الفَهم الذي لديه ولا يقدِّم حتى كوبًا من الماء البارد لهذا الشَّخص الذي هو أيضًا عضوٌ في جسدِ المَسيح (متى42:10). بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ (متى40:25).
أولئك الَّذين عرَفوا محبَّة الآبِ يجب أن يمتدُّوا إلى النَّاس الآخرين؛ وهكذا يُتمِّموا ناموسُ الإنجيل. لم نحصلْ على معرفة الحقّ لنكون جزيرة المُباركين. الهدفُ هو أن نجعلَ إخوتنا يتمتَّعون أيضًا بالنَّتائج الرَّائعة الّتي أثمرَها إيمانُنا بيسوع. يجب أن تُستخدَم مواهبُ الرُّوح القدس لمُساعدة المُحتاجين، ولا سيَّما أهل الإيمان.
عندما نسمعُ عن شخصٍ ما يقوم بعملٍ عظيم في نعمة الله لمساعدة الآخرين، يجب أن نصلِّي من أجلهِ حالاً. لقد اكتشفَ بلا شكّ سِرَّ الخلاصِ وإتمام ناموسِ المَسيح. لذا يجب أن نصلّي من أجلِ أولئك المؤمنين ليكونوا تامِّين وكاملين في أداءِ واجبِهم المَسيحيّ. هذا بالتَّأكّيد يُرضي الآبَ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز