-
-
لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ فِي وَسَطِ مَحَلَّتِكَ، لِكَيْ يُنْقِذَكَ وَيَدْفَعَ أَعْدَاءَكَ أَمَامَكَ. فَلْتَكُنْ مَحَلَّتُكَ مُقَدَّسَةً، لِئَلاَّ يَرَى فِيكَ قَذَرَ شَيْءٍ فَيَرْجِعَ عَنْكَ. (تثنية14:23)
أفضلُ الأخبار التي يُمكن أن نتلقَّاها هي أنَّ الربَّ ليس بعيدًا عنَّا، ولكنَّه يسيرُ بيننا، في وسطِ شعبهِ، يسمعُ صلواتنا، ويحمي حياتنا، ويخبرنا بوعوده. وعندما نعلم ذلك ونؤمن بهِ، سيستجيبُ لصلواتنا على الفور. لذلك يجب أن نعيشَ دونَ خوف، لأنَّ الشَّر لن يسودَ علينا (مزمور10:91).
يمكنُ لله أن يفعلَ كلَّ شيءٍ لنا بسرعةٍ فائقة. ومن الجدير ذكره أنَّه خلقَ الضَّوء بسرعةِ 300 ألف كيلومتر في الثانية. بالطبع هو أسرع من خليقته بكثيرٍ. وللتَّوضيح بشكلٍ أفضل، دعنا نقارن سرعة الضَّوء مع سرعة السُّلحفاة. سرعة الله تشبَّه بسرعةِ الصَّاروخ. بعد مضاعفتهِ 1 تريليون مرَّة، إنَّه أسرع بكثيرٍ من الصَّاروخ الفضائي الحالي.
السَّبب الأوَّل لوجود الربِّ بيننا هو إنقاذنا من قدرة العدوّ على إلحاقِ الأذى بنا، ولكيلا نسقط في التَّجربة. إذا كنَّا في شركةٍ مع الله، وحاولَ الشَّيطانُ الاقتراب منَّا، سواء من خلال شخصٍ يتمتَّع بشخصيةٍ كاريزمية أو خبير في خداع الآخرين، فإنَّ الآبَ سيمنَحَنا الشُّعور بأنَّ الشّرير وراء هذا العَرض "البريء" أو "الصَّالح."
السَّبب الثّاني هو لإخضاعِ عدوّنا أمامنا. لذلك لا نحتاج إلى توظيف أيّ محقّقين خاصّين أو جواسيس أو حرَّاس شخصيين أينما ذهبنا. إذا اقتربَ منَّا شخصٌ لديه نيّة سيِّئة، فسيقوم الربُّ بكشف القناع وإخضاعِ هذا الشَّخص والشَّيطان أمامنا مباشرة. بمجرَّد أن نلاحظ شيئًا سيّئًا، علينا فقط استخدام سلطتنا في يسوع للتَّراجع عن هذه المؤامرة.
أمرٌ هامٌّ أن نعيشَ بقداسة، فبدونها لن نرى الربَّ ولن يعملَ العليُّ فينا. لذلك من الضَّروري أن تكون الجماعة مقدَّسة. إذا كان هناك شخصٌ ما نعرفه أو لدينا عملٌ تجاري معه ووقعَ في طريق الخطأ، فيجب أن نحذّره على الفور: وإذا لم يجعل الأمورَ في نصابها الصَّحيح، فعلينا الابتعاد عنهُ. أليس هذا ما فعله إبراهيم مع ابن أخيه لوط، لأنَّ رعاتهم تشاجروا معاً؟
لن يكونَ الله بيننا إذا كانت الخطيئة فينا. لذلك كُنْ يقِظًا بخصوصِ هذه المسألة. لا يُمكن لشريك العمَل أو الموظَّف أو حتى الزَّوج الذي يستسلِم للخطيئة أن يكونَ بسَلامٍ معنا. هذا أمرٌ خطيرٌ لدرجة خسارة الشَّعب بعد امتلاكِ أريحا، إذ أخذَ عخانُ لنفسِه الأشياء اللَّعينة ممَّا تسبَّب في هزيمة إسرائيل على يدِ رجالٍ من مدينة عاي. (يشوع 7: 1). تلك الخميرة الصَّغيرة، تخمِّرُ العجينَ كلّه.
اليوم، لن تعاني كلُّ الجماعة بسببِ شرِّ شخصٍ واحدٍ أو أكثر من أعضائِها، لأنَّ الله لم يسمح لشعبِ إسرائيل أن يقولوا: الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِمًا، وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ (إرميا 31: 29). كلُّ واحدٍ سيكون مسؤولاً عن أفعالهِ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز