«قَدْ دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي، وَمِنَ الشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ. فَدُسْتُهُمْ بِغَضَبِي، وَوَطِئْتُهُمْ بِغَيْظِي. فَرُشَّ عَصِيرُهُمْ عَلَى ثِيَابِي، فَلَطَخْتُ كُلَّ مَلاَبِسِي. (اشعياء3:63)

إنَّ أهمَّ عملٍ في التَّاريخ هو الذي أنجزَه يسوعُ وحده دونَ مساعدة أحدٍ، باستثناء الآب. وهذا يعلِّمنا درساً هامّاً، فعندما نتلقّى مهمَّة، يجب أن نحقِّقها حتى لو لم نتلقَّ المُساعدة من أحدٍ، لذلك ابدأ بنفسِك وافعلْ ما قيلَ لكَ بسعادةٍ ودقَّة. فالله الكاملُ لا يُرسل أحداً دون أن يجهِّزه بالأدوات اللَّازمة لمثل هذا العَملِ.

إنَّ إحدى حيَلِ الشَّيطان لمنعِنا من تولِّي مكانتِنا في المَسيح وفعلِ ما قيلَ لنا، مثل التبشيرِ بالخَلاص لعائلتِنا والتَّحرُّر من المَشاكل التي تُصيبنا، هي أن يجعلنا نشعرُ بالوِحدة في المَعارك كي نُهزَم. الآن، الكلمة التي أُعطيَتْ لك لديها القدرة على إتمام الوصيَّة الإلهيَّة بامتياز. لذلك لا تدع الشَّيطان يخدعكَ.

تنبَّأ إشعياء بالمثال الذي سيُعطينا إيَّاه ابنُ الله عندما يجرِّد إبليسَ من السُّلطة التي أخذها من النَّاس، متكلِّمًا عن شيءٍ فعلهُ هو بنفسِه. بعد حوالي 700 عام. أكثر أو أقلّ، تحقَّقَ هذا الوحيُ تمامًا كما أخبرَه الله. الكلمة المُرسلة إليك ستفعل ما أخبركَ بهِ. لذلك لا تعتبر أمرَ الله مستحيلًا أبدًا، ولكِنْ انطلقْ وقُمْ بدورِكَ.

لا يهمّ إذا كانَ راعيك لا يُساعدك في تحقيقِ وصيَّة الربِّ، أو إذا كان شريكُ الحياة لا يؤمن مثلك، أو إذا لم يساعدك أحدٌ. إذا كنت تثق في العليِّ، فقُمْ بالمَسيرة وتأكَّد من أنَّك ستنتصِر. احذر أن تجعلَ الإلهَ الحقيقيَّ كاذبًا. أيقولُ شيئاً ولا يحدثَ، فإنَّ المسؤوليّة تقع على عاتقهِ عندئذٍ. ولكن إذا لم تؤمن، فإنَّ المسؤوليَّة تقع على عاتقكَ.

لقد رسمَ النَّبيُّ سياقًا شبيهًا بالحَرب لشرح كيفيَّة القتال عندما يمضي الله قدمًا، قائلاً إنَّه قد داسَ العدوَّ بغيظهِ وغضبِه. قصدُ الله القدير هنا هو هزيمة العدوِّ الذي خدعَ الإنسانَ، واستولى على القوَّة الممنوحة للبشريَّة. وبالمثل، يجب أن نطيعَ إرادة الآب ونُنجزَ المهمَّة كما فعلَ يسوعُ.

تقول الآية أعلاه أنَّ الدَّم الذي لطخَ ثيابَ المَسيح المَجيدة، يرمز إلى أنَّ ثيابنا يجب أن تحملَ أيضًا علامات النَّصر التي نحقِّقها. أمرٌ هام أن تقومَ بالعَمل بكلِّ إخلاص وكما تقول الكلمة تماماً. أولئك الّذين يخالفون الإرشادات الكتابية، لا يحتقرون نصائح الله فحَسبْ، بل سيتعيَّن عليهم أيضًا دَفعَ ثمنَ أخطائهِم.

ثيابُنا هي الرِّداء الذي تمكَّنا من تحقيقهِ من خلال الاستماع إلى الكلمة: إدراكُ من نحن وما يُمكننا القيام به - الإيمان بالله - ومسحَة الرُّوح القدس والحقّ في استخدام اسم يسوع. عندما تفهم ما يجب أن تفعله، نفِّذ الوصيَّة الإلهيَّة. وسترى أنَّ خدمةَ الربّ أمراً سَهلاً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز