قوة الإيمان

إذا أردنا أن نعيشَ بقداسة ونُرضي الربَّ، فعلينا أن نتغلَّبَ على معاركِ الحياة التي غالبًا ما تتركنا ضعفاءً. بغضّ النَّظر عن مدى سعيِنا للبقاء مستثنيين فيما يتعلَّق بخطأ الآخرين، فنحن لا ننجح دائمًا؛ وموقفُ الكثيرين الذين نثقُ بهم، يدمّرنا ببساطة. إنَّه لأمرٌ محزنٌ للغاية أن تُعِدَّ شخصًا ما لخدمة الله، وبعد ذلك ترى هذا الشَّخص متّجهاً نحوَ الباب الواسعِ، كما فعلَ ديماسُ (2 تيموثاوس10:4).

في حالةِ عدم الرَّاحة التي تشعر فيها أنَّك لم تتصرَّف بشكلٍ جيّد أو لم توبّخ الشَّخص المُنحرف بالطريقة الصَّحيحة، يجب أن تدخلَ في الصَّلاة وتخبر الربَّ بكلِّ شيءٍ. بعد أن تصرخَ للربّ، انتظر، في نفس اللحظة أو في وقتٍ لاحق، سوف يرشدك من خلالِ الكلمة. تصرَّف كما قيلَ لكَ بمجرَّد أن تحصلَ على الارشادِ الإلهيّ. فمن الأفضل أن تحمرَّ خجلاً للحظةٍ بدلاً من أن تشعرَ بالذَّنب طوال حياتكَ.

لا تلقي اللّوم على نفسِك أبدًا بسببِ خطيئة شخصٍ آخر، إلَّا إذا كنتَ مسبّباً لمِثل هذا الموقف الخاطئ. ولكن إذا كنتَ قد تجنَّبتَ خسارة كبيرة، فالشّكر لله لأنّه أنقذك وحماكَ من السُّقوط الذي من شأنهِ أن يجعلك تعاني كثيرًا. كلُّ إنسانٍ يُمتحَن بالنَّار (مرقس49:9)، ولهذا "أُخِذتَ إلى البرِّية" لتجرَّب من قبل الشَّيطان. ولكن ابتهج لاجتياز الاختبار بما أنَّك لم تسقط.

أن يُهزأ بك أفضلَ من أن تلعبَ دورَ البطلِ وتتورَّط مع الشّرير، لأنَّ الشَّيطانَ وراء كلّ تجربة وليس الربّ (يعقوب 13:1). اعترِفْ لله وصحِّح الأمورَ معَه إذا كنتَ قد سقطتَ. ولكن إذا كنتَ قد تعرَّضتَ للتَّجربة فقط، حتى لو كنتَ شرارة الموقف، فإنَّ حقيقة أنّك لم تستسلِم، تُثبِتُ أنَّ الله كان معك وحافظَ على سلامتكَ. ثم ابتهِج لأنَّ اليدَ الإلهيّة ستستمرُّ فوقَ حياتكَ.

إنَّ التَّعليمات في أيّة حالة ضعفٍ هي أن تصلّي طالبًا الرَّحمة، وبالتَّأكيد سوف يستجيبُ لك الربُّ على الفور. لذلك، لا تدع قلبك يضعفُ، يختلقُ القِصَصَ كي تلومَ الآخرين. بدلاً من ذلك، جاهد كي تتقوَّى وافعل ما أخبركَ الله بهِ. يقول الكتابُ المقدَّس أنَّ يسوعَ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ (عب 15:4).

أولئك الَّذين يرتكبون الخطايا يجب أن يعترفوا بها لله، ويردّون الخسارةَ مضاعفةً، ويخبرون الحقيقة للذي قاموا بالإساءة إليه، وهكذا ستنجو نفسُك من المُخادع، الذي جعلك تسقط في فخاخهِ باستخدام خطأك بإذنٍ منك. إنَّ التَّخلص من الظّالم هو أكثر من مجرَّد موقف جيّد، فهو واجبٌ يجب الوفاء به لمصلحةِ الذين وقعوا في الخطأ.

إذا كان جسَدُك مضطرباً، فقد تُصاب بسلوكيات أو أمراض لا ترغب الإصابة بها أبداً؛ لذلك اطلبْ من الربّ أن يشفيك واتبع تعليماته. حتى لو كان السِّيناريو صعبًا للغاية، فلا تفقد قلبك، فكما يجلبُ الضّعفَ الأمراض، كذلكَ الثَّباتُ في العَمل الذي أنجزه الله فيك سينقذك من العدوِّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز