-
-
وَمَجْمَعُ الْقَبَائِلِ يُحِيطُ بِكَ، فَعُدْ فَوْقَهَا إِلَى الْعُلَى. (مزمور7:7)
بعد سردِ ثلاثة أشياء يجب أن نفعلَها لمحاربةِ قوى الشَّر، يقولُ داود أنَّ الله أحاطه بالشُّعوب. علينا أن نجعلَ سُمعَة العليّ معروفة، حتى يتمكَّن الأشخاصُ الذين يُعانون من جميعِ أنحاء العالم من طلبِ وجهِه والرَّاحة عند قدميهِ. التَّبشير هو إعلان البُشرى عمّا فعلَهُ ويفعلَهُ لكلِّ الذين يهتمُّون به. سيُحيطه الجميعُ بامتنانٍ.
الذَّهاب إلى الحقول الإرساليّة بكلماتٍ مقنعة لن يجلبَ فائدة كبيرة، ولن يجلبَ أيَّة فائدة لملكوت الله. النَّاس في جميع أنحاء العالم مِثل أولئك الذين يعيشون في دول العَالم الأوَّل. لا يُمكننا الذَّهاب للكرازة بالحقّ بخوفٍ، فبدونهِ لن يَخلصَ أحدٌ. عندما لا تتبع أمرَ الربِّ بالذّهاب (مرقس 16: 15-18) فإنّك تخالفهُ.
في مزمور 7: 6، يقول إنَّه يجب أن نستعدَّ للمعركة من خلال ثلاثِ طرقٍ، وأوَّلها: أن نجعلَ العليَّ ينهض بغضبهِ. يُمكنك أن تجعله يَنهضَ في المحبَّة، لكن هذا لا يخدم محاربة قوى الجَحيم التي تربط النَّاس بالخطيئة. يحتاج الضَّالون إلى محبَّة الله، ولكن عليهم أن يَرَوه ينقذهم من أكاذيب الشَّيطان. وهكذا سوف يُسلِمون أنفسَهم للمسيح.
ثانيًا، علينا أن نجعله يرتفع فينا بسبب غضبِ أعدائنا. عندما ينهضُ العدوُّ ضدَّ شخصٍ ما، فإنَّه يفعل ذلك بكلّ قوَّته. يكرهنا الشِّرير لمجرَّد كوننا صورة الربّ ومثاله، حتى لو فعلَ شخصٌ ما إرادته، فلن يُساعدَه أبدًا. ولكن إذا كان الآبُ مرتفعًا في قلبك، فستكون لديك الظّروف المناسبة لهزيمة المُجرّب.
الأمرُ الثَّالث هو أنَّ صاحبَ المزمور يطلبُ من العليّ أن يقوم من أجلِه، لأنَّه كان عليه أن ينفّذ الحكمَ الذي أمرَ بهِ- أن يُمسك بما يخصُّه، ويضعُ الشَّيطان في مكانهِ الصَّحيح ويتَّخذ كلَّ ما قدَّرَ الله له. عندما يقومُ العليُّ من أجلِنا، فإنَّنا نحصل على القدرة على مواجهةِ الشِّرير وهزيمتِه. بكلِّ تأكيد، هو يريدنا أن نفعلَ ذلك. وإلّا لَما كان قد ألهمَ داود، ولما سُجِّل ذلك في الكتابِ المقدَّس.
بعد أن يتمَّ العملُ بالطّريقة التي حدَّدها الله، سيحبُّ النّاسُ الربَّ ويخدمونه بإخلاصٍ. إلى جانب ذلك، سوف يتمّ استخدامنا بمثل هذه الطريقة التي سيَطلب منَّا الكثيرُ من النَّاس أن ننعمَ بها. ثمّ، كلَّما أعطينا المزيدَ من المَسحة التي نتلقّاها، كلَّما أخذنا أكثر. يتمّ العملُ فينا، وبالتالي يُمكننا أن نكون سفراءَ الله بين النَّاس؛ سواءً كانوا مؤمنين أم لا.
سيرتفعُ الربُّ عالياً عندما يرى إيمانَ النَّاس به، وهذا لا يعني أنَّه سيختبئ عنّا، لأنَّ الكلمة عالية، في هذا السِّياق، تعني المكانة التي كان يتمتَّع بها دائمًا. ولكن نظرًا لسوءِ تعليمِنا، فإنَّنا نضعه في نفسِ مستوى الأنبياء الكذبة والمُبتدعين من دياناتٍ أخرى. إنَّه يريد أن يعملَ أشياءً عظيمةً ورائعةً بيننا مرَّة أخرى.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز