-
-
«يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» (لوقا20:7)
إنَّ الاقتراب من يسوع أمرٌ سهلٌ، بخلاف ما يظنّه البعضُ. دعا الربُّ جميعَ المُتعبين وثقيلي الأحمال أن يأتوا إليه، ووعدَ أن يُريحَهم (متى28:11). لكن أين وكيف يُمكننا أن نجدَه؟ بالإيمان بإعلان كلمة الله. اللِّقاء مع المَسيح يُغيِّر حياة الإنسان. فلا يمكن ألّا تتبعه إذا وجدتَه. حاوِلْ القيام بذلك!
لن تتمكَّنَ من الظّهور أمامَ الربّ إذا كانت هناك خطيئة في قلبك. وإذا وُجدَ أيُّ إثمٍ فيكَ، فلن تستطيعَ حتى الصَّلاة، لأنَّ الشَّخصَ الذي يقترب من الله يجب أن يؤمنَ بأنَّه موجودٌ- وأنَّ كلمته هي الحقّ ولن يقبل بخداعِ نفسهِ. ولكن بمجرَّد أن تكون في شركةٍ معه، فأنت رجلٌ حرٌّ- من كلِّ ما يفصِلك عن الله.
أخبرَ تلاميذُ يوحنَّا بما فعلَه السَّيد، وسرعانَ ما أخبرَهم أن يسألوه عمَّا إذا كانَ هو الشَّخصُ الآتي أم ينبغي عليهم انتظارُ آخر. عرفَ كلٌّ من يوحنَّا ويسوعُ الإجابة، لأنَّه لو قالَ خلافاً لِما حدَّده الآبُ، فلن يكون المسيّا. لذلك شفى الربُّ الكثيرَ من المَرضى على الفور، وأمرَهم أن يُخبروا يوحنَّا بما رأوه وسمِعوه.
ندعو حضورَ الله ليملَأ قلوبنا بالأفراح السَّماوية. فإذا غمرَنا روحُه فرحَاً بطريقة خارقة للطَّبيعة عندما نصلِّي، أو نقرأ الكتاب المقدَّس، أو نستمِع إلى الكرازة، أو نتأمّل في الكلمة، فيُمكننا أن نكون على يقينٍ من أنَّه يزورنا. في تلك اللَّحظة بالذَّات، كلُّ ما نطلبه- نقرِّر نواله في اسمِه- وفقًا لِما أُعلِنَ في الكلمة، سيَمنحَه لنا.
عادَ تلميذي يوحنَّا بالبشارة. من الضَّروري أن نكونَ في شركةٍ مع الله، لأنَّ رسولَ العدوِّ يُمكن أن يأتي إلينا بنوايا شرِّيرة. ثمَّ بكلمةٍ بسيطة، سنكتشفُ ما وراء ذلك الشَّخص وسنعرف كيف نطردُ الذّئب الذي تنكَّر بثياب الحملان. أولئك الذين يسيرون مع الآب يعلَمون أنَّهم لن يضطَرِبوا أبدًا، لكنّ الله سيُحبّهم.
ابقَ متيقظًا لِما سيقوله لك عندما تكون في الكنيسة، أو تقرأ الكتاب المقدَّس. تذكَّر أنَّ اثنين لن يسيروا معًا ما لم يتواعدوا (عاموس 3: 3). هذا هو الرَّمز الموجود في الكتاب المقدَّس. إذا أنشأنا قاعدة منفصِلة، فلن يقبلَها الله. يجب أن تمشي كما سارَ الربُّ هُنا على الأرضِ كي تقتربَ من يسوع وتُرضيهِ - بفعلِ إرادة الآبِ.
لدينا فادي اسمُه يسوع، تمامًا كما كان لعائلةِ نُعمي قريبٌ فدى راعوث. لذلك لا ينبغي أبدًا أن يقودنا اليأس أو أيُّ شيءٍ آخر إلى التخلّي عن السَّير في الطّريق. حتى لو كان عَسِراً أن نفعل ما يقوله الله لنا، فمعَ الربّ سنُصلِح الأمورَ دائمًا. فهوَ يُعطينا السُّلطان باسمِه.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز