-
-
مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ (أفسس18:1)
يجبُ أن نطلبَ الاستنارة لعيون فهمِنا، لأنَّنا دون ذلك لن نفعلَ شيئاً وفقًا لإرادة الله. فعندما نتلقَّى مِثل هذا النُّور، سنكون قادرين على القيام بنفس الأشياء التي فعلَها الرُّسل. لقد تعلَّموا من المَسيح الطريقة الصَّحيحة لتنفيذ العمل الإلهي ولم يُهزموا أبدًا في المعارك التي خاضوها. حتى الشَّيطان الذي لم يكونوا قادرين على طردهِ، فعلَ يسوعُ ذلك من أجلِهم.
لدى القدير رجاءٌ عظيم عندما دعاك للانتماء إلى شعبهِ، فحوّلك إلى عضوٍ في جسَدِ المَسيح، وبالتَّالي خلصتَ. الربُّ لم ولن يفقدَ مثل هذا الغرض. ولكن إذا كنتَ لم تسعَ إلى فهم مشيئتهِ، فسوف تمضي حياتكَ دونَ أن تنجزَ ما أعطاك إيَّاه كمهمَّة. وبالتالي، ستظلّ مسؤولاً عن هلاك أقاربك وأصدقائك والأشخاص الآخرين.
هناك الكثيرُ من النَّاس الَّذين تمّ خلاصُهم حقًا ولكنَّهم يمشون دونَ نورٍ، ولهذا فإنَّهم يتعثّرون دائماً. هؤلاء النَّاس لا يعانون فقط من الهجَمات الجهنَّمية، لكنَّهم أيضًا غير قادرين على التَّمتع بما يمنحَه الربُّ للَّذين يشاركون في جسَده. وبالتَّالي لا ينهضون أبدًا ليعيشوا أفضلَ ما لدى الله لهم. الآن الوعدُ هو: إِنْ شِئْتُمْ وَسَمِعْتُمْ تَأْكُلُونَ خَيْرَ الأَرْضِ (إشعياء19:1).
إنَّ القدوم إلى هذا العالم وعدم معرفة الغرض الإلهيّ هو أسوأ شيء يُمكن أن يحدثَ للإنسان. في مثل هذه الظروف، لن يتمّ اكتشاف إمكاناتك واستخدامِها بالكامل. يعيشُ الكثيرُ من المَسيحيين حياة العميانِ روحيَّاً. إنَّهم أناسٌ طيِّبون ويَسعون لإرضاء الله، لكنَّهم لا يتمتَّعون بالصَّلاح الإلهي. وهم يُعانون كما لو كانوا ضالّين أو أشرار.
عندما تستنيرُ عيونُ فهمك، تتعرَّف على غنى مجدِ ميراثِ الربّ للقدِّيسين. هذه ليستْ مجرَّد كلماتٍ جميلة، ولكنَّها شيءٌ من شأنه أن يُحدثَ فرقًا كبيرًا ويجعلك متميِّزًا عن الآخرين. تمَّ تدوين إعلاناتِ الله لبولس هذه في الكتاب المقدَّس لكي نعرفَ ما نحصل عليهِ مجانًا في المَسيح. اجعل هذا أحد أهدافك في الحياة، لأنَّ الإيمان بيسوع لديه الكثير ليقدِّمه لك.
هناك الكثيرُ للَّذين وُلِدوا من جديدٍ، أكثرَ ممَّا يُمكن أن يتخيَّلوه. إذا لم تُفتح أعينُ فهمِك، فستفقِد الكثيرَ. إنَّه لأمرٌ مؤلمٌ أن ترى الكثيرَ من النَّاس يتألَّمون ويتعثَّرون ويتأذّون لأنَّهم لا يعرفون قوَّة الله التي تُمنح لكلِّ الَّذين انضمُّوا إلى ملكوته. يُمكنك التَّمتع بهذه الثَّروة التي لا حصرَ لها.
إنَّه متوقّعٌ من أبناء الله أكثرَ ممَّا يعتقدون أنَّهم يمتلكونه ويفعلونه، لأنَّ الربَّ اللَّامتناهي قد أعطاهم بالفِعل كلَّ ما للحياة والتَّقوى (بطرس الثانية 1: 3). لذلك، قدِّم له الشُّكرَ على هذه التَّعليمات وسِر بحزمٍ لتحقِّق المهمَّة التي أعطيَتْ لك. أنتَ أكثرَ من حرٍّ في المَسيح، أنتَ منتصرٌ حقيقيٌّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز