وَإِبْرَاهِيمُ يَكُونُ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً، وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ؟ (تكوين18:18)

إنَّ استعدادَ إبراهيم لطاعةِ الله سيجعل منهُ رجلاً عظيماً في يَدِ الربّ، وهكذا تتبارك فيه جميعُ أمم الأرض. وبالمِثل، يمكنك أيضًا أن تكون شخصًا هامَّاً أمامَ عيني الآب أو لا، اعتمادًا على مِقدار ما تقدّمه لَه. والواضحُ أنَّ هذا أكثر من مجرَّد الدُّعاء لنوال البركة. يتعلَّق الأمرُ بطاعة ما يقوله الله عنك في الكلمة الأبديَّة.

العليُّ لا يقرّر مصيرَ أيِّ شخصٍ، قائلاً إنَّ هذا سيكون عظيماً وهذا صغيراً. يقولُ ما سيَحدث للإنسان من خلال مقدار الاهتمام الذي يوليهِ لكلمتِه. ولكن من المُحزن أن يَرى الله شخصًا ما لن يكون مميَّزًا لأنّه غير مهتمّ بمعرفة حقوقهِ في المَسيح ولا يهتمّ بأن يكونَ فاعلاً للإرادة الإلهيّة هُنا على الأرض. سيُرفض في الإيمان حتماً كلُّ من لا يستجيب لدعوتهِ.

يبحث اللهُ عن أناسٍ حسَبَ قلبِه، يعبدونَه بالرُّوح والحقّ، ويفعلونَ ما يقوله لهم. وعندما يتمِّموا إرادتَه، سيقودهم إلى النَّجاح. التَّدبير الكتابيّ هوَ: لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ (متى29:25).

على سبيلِ المِثال، كان لدى شاول كلّ شيءٍ ليكونَ حاكمًا عظيمًا. حتّى أنَّ العليَّ أظهرَ المكانَ الذي اختبأ فيهِ لئلّا يكون ملِكًا؛ ولكن بمجرَّد أن تولَّى العرشَ، تغيَّرَ تماماً. خلال وقتٍ قصيرٍ، لم يحترم ذلك الرَّجل المتواضع مكانةَ الشَّخص الذي تمّ استخدامه لمَسحهِ كملكٍ عندما قدَّمَ الذَّبيحة التي لم تكنْ من مسؤوليتهِ، وهكذا تلقَّى الأخبار بأنَّه غير مؤهّل (صموئيل الأول11:15). لا تتجاوز ما أعطاكَ إيّاه الربُّ.

كانت مهمَّة أليشَع أن يُقيمَ بجانب إيليّا ويصبَّ الماءَ على يديهِ، ولكِن بما أنَّه رأى النَّبيَ مُستخدماً من الله مرَّاتٍ عديدة، فتعلَّمَ أيضًا أن يقومَ بالعَمل. وعندما ذهبَ إيليّا إلى السَّماء، تولّى الخدمة. الآنَ الأمرُ نفسه لم يحدث مع جيحزي مساعِد أليشَع لأنَّه لم ينتبه للدُّروس التي تلقَّاها فأصيبَ بالبرَص. يا له من فرقٍ! كُنْ حذراً حتى لا يحدث لكَ هذا.

ما تتعلَّمَه أو لا تتعلَّمَه منَ الأشخاص الّذين يستخدمهم الربُّ سيَجعلك خادمًا جديرًاً بخدمةِ العليّ أو سيؤدي إلى استبعادك. لذلك ابقَ متيقِّظًا وصلِّ حتى لا تقعَ في التَّجربة وتفقد فرصَتك العظيمة في أن تتمِّم خدمتك كابنٍ لله. لا تسمَح للعدوِّ أبداً أن يجعَلك تخطئ؛ إذا حدث هذا ولم تتُبْ، ستفقد الحياة الأبدية التي منحَها الربُّ. لذلك لا تفسَح المجالَ للشَّيطانِ.

ماذا يقول اللهُ عنكَ؟ لأنَّه يتحدَّث بما يراه في حياتك. إذا كان هدفك مقدَّسًا، فهو يرى الأشياء الصَّالحة وستعمل بشكلٍ جيّد. ولكن إذا سمحتَ للجشَع والخِداع أو الشَّياطين الأخرى بالعَمل في قلبِكَ، فستكون خيبة أملٍ حزينةٍ. ابقَ متيقِّظًا وصلِّ حتى لا تقع في التَّجربة. لا تحبط الربَّ، بل كُنْ محاربًا عظيمًا ذا قيمةٍ كبيرةٍ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز