-
-
وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً. (عبرانيين16:11)
يتحدَّث النَّصُ عن الّذين ماتوا في الإيمان (آية ١٣)، والّذين لم ينجرفوا بما هو ظاهر، لكنَّهم ظلُّوا ثابتين في وعودِ الله وعاشوا كما لو كانوا قد امتلكوها بالفِعل. هذه هي الطريقة التي يجب أن نعيشَ بها، لأنَّ ما يقوله الربُّ هو حقٌّ. لا يهمّ إذا كنتَ تواجه التَّجارب. تذكَّر أنَّ يسوعَ وعدنا بعودتهِ ثانيةً ليأخذنا معه إلى المَجد!
يجب على الَّذين يثقون في الوعود الإلهيَّة أن يَسيروا كما لو كانت قد تحقّقت بالفِعل في حياتهم، ويجب عليهم أيضًا أن يحتقروا كلَّ ما يُمكن أن يتدخّل في علاقتِهم مع الله ويرفضون أيَّ عرضٍ خاطئ. هذا يُرضيه كثيراً. لكن كُنْ حذراً! إبليسُ خصمك كأسدٍ زائرِ يجولُ ملتمِساً من يبتلعه هوَ (بطرس الأولى 5: 8). امكث في وعود العليِّ.
أنكرَ أبطالُ الإيمان أنفسَهم من أجل الإنجيل. هذا التَّسليم أوصلَ رسالة الخلاص إلينا. يجب أن نسيرَ بنفس الطريقة، لأنَّ الكلمة يجب أن تذهب إلى أبعد الأماكن على هذا الكوكب. هناك الكثيرُ من النَّاس الذين يحتاجون إلى الاستماع إلى رسالة الصَّليب وليس المذاهب الدِّينية. افحص ماذا فعلتَ من أجل إنقاذ هذه النُّفوس.
لا يهمّ إذا كنتَ محاطًا بأناس طيِّبين، أو إذا كانت حياتك تُقارن بالفردوس، أو إذا لم يكن بها شيءٌ غير عاديّ، أو إذا كانت مليئة بالمعاناة والألم. يجب ألَّا يتأثر الَّذين يخدمون الربَّ بالظُّروف التي دعاهم فيها الله لخدمتهِ. على العكس من ذلك، عليهم أن يجتهدوا للإيمان بيسوع، فبدونهِ لن ينجوَ أحدٌ من الهلاكِ الأبدي.
لا تدع الربَّ يخجل بكَ أبدًا، كما قالَ يسوع: وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنِ اعْتَرَفَ بِي قُدَّامَ النَّاسِ، يَعْتَرِفُ بِهِ ابْنُ الإِنْسَانِ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ. وَمَنْ أَنْكَرَنِي قُدَّامَ النَّاسِ، يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ (لوقا 12: 8، 9). أولئك الذين لا يفعلون ما يأمر به لا يُمكنهم أن يكونوا أصدقاءً له (يوحنا 15:15). انظر كيف تسلك وصلّ إلى الآب، واعترف له بأخطائك واقبل مغفرته. فتكون شخصًا يسعد بك كثيراً لأنك تنتمي إليهِ.
تأمّل باليوم الذي ستصلُ فيهِ إلى السَّماء. سيكون ملكُ الملوك هناك بكلِّ فرحِه مستعدًّا للترحيب بك. عندما تدرك أنَّ دموعَك قد مسَحَها، سوف تكتشف أنَّك اتَّخذتَ القرار الصَّحيح. أولئك الذين يحبُّون العالم وأشياء هذا العالم لن يرضوا الله أبدًا. الأشرارُ سوف يتوبون بعد فواتِ الأوان عندما يرونَ أنَّهم متَّجهون إلى بحيرة النّار والكبريت.
هناك بعض الذين يخدعهم العدوُّ كثيرًا لدرجة أنَّهم لن يرغبوا حتى في الذَّهاب إلى السَّماء. الآن سوف نتبع طريقَ الحياة، وعاجلاً أم آجلاً، سنذهب إلى الأبدية. أين ستكون بعد ذلك؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز