-
-
هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا. (متى28:23)
ليسَ من السَّهل أن نزيلَ عن الإنسان القلقَ على المَظهر الخارجي، والذي في كثيرٍ من الأحيانِ، يتمّ إخفاؤه تحتَ عباءة العدالة الإنسانية. بقدر ما يُظهر لك روحَ الله في الكلمة المقدّسة أنَّ هذا ليس الطّريق الصَّحيح، يجرؤ الإنسانُ على القول إنَّه ليس مثل النّاسِ الآخرين، فَحسبَ رأيه، هو لا يرتكب الزّنا، ولا يسرق ولا يسلب أو يحتالُ على أيّ شخصٍ. تجعلنا الفريسيّة نشعر بالأمان، وتمنعنا من رؤية أخطائِنا التي نراها في الآخرين.
إذا نظرَ شخصٌ ما إلى شخصٍ آخر بنيَّة خبيثة، فهذا يعني أنَّه قد زنى بالفعل (متى28:5). علاوةً على ذلك، أمرٌ خاطئٌ أيضًا أن يرتدي شخصٌ ما بطريقة استفزازية أو يستخدم الشَّهوانية عندما يتحدَّث أو يمشي أو يحاول جذبَ الانتباه أو التقدير، أو ترقية وظيفيّة أو حتى يُغري الشَّخص الآخر ليَرى ما إذا كان في الواقِع خادماً لله.
تحدَّث يسوعُ عن الشَّخص الذي يعرّض زوجته للزّنا، عندما يُعطيها كتابَ طلاق دون أن يكون هناك أيّة خيانة. الآن، يجب أن يؤخذ التَّحذير الإلهي على مَحمل الجدّ. لكنَّنا تعوَّدنا على الإصغاء إلى إبليس ورفض الاستماع إلى صوت الرُّوح القدس الذي يذكِّرنا بما هو مكتوبٌ. إنَّ وعدَ الربّ الذي يمنحنا النَّجاةَ عندما تأتي التَّجربة يتحقَّق في جميع الأوقات عندما نواجه هجوماً جهنَّميّاً (كورنثوس الأولى13:10).
تسبَّبت الرِّغبة في الظُّهورِ كمُحسنين إلى موتِ حنانيّا وزوجته بسبب كذبة رواها أمامَ الكنيسة في أورشليم. بالتَّأكيد هناك آخرون تلقّوا إدانة مماثلة لأنَّهم نافقوا وأقسموا أنَّ قراراتهم صادرةً عن الله. من الضَّروري فحصُ دوافعِنا، لأننا ندنِّس أنفسَنا عندما نستخدم الحجج الكاذبة والأغراض الشَّريرة.
الوصيَّة هي أن ننظّف الكأسَ من الدّاخل، لأنّه إذا كان لدينا قلبٌ قذرٌ، فسنلوَّث بسمِّ الشَّيطان حتى لو أكلنا خبزًا سماويًا طاهرًا، وبدلاً من نوال البركة، نمسِك بيدِ الشَّيطان الذي أُرسِل ليأخذنا بعيدًا عن الطريقِ.
افحص كلَّ أفعالِك، وكلَّ ما في أعماق قلبِك. وصلِّ من أجل هذه البركة. أزِلْ كلَّ ما يأتي من الشَّيطان. وإلَّا فسوف تتعثَّر في رغباتك الخاصَّة، وبدلاً من مباركة الإخوة والَّذين ضلُّوا، قد تقودهم إلى الزِّنا الرُّوحي. ثمَّ لن تكون مسؤولاً فقط عن أخطائك ولكن عن أخطاء الآخرين أيضاً. إرشادُ الربِّ هو أنَّنا لن ندخلَ ملكوتَ السَّماوات إلَّا إذا تجاوز برُّنا برَّ الكتبة والفرّيسيين (متى20:5).
لا تحتاج القداسة إلى بذل جهدٍ كي تظهرَ في حياتك، لكنَّها تحتاج إلى قرارٍ بعدم إفساح المَجال للشَّيطان. عندما يقودك قلبك إلى فعلِ شيءٍ لا يتَّفقُ مع التَّوجّه الكتّابي، يجب أن ترفضه، لأنَّه عملُ الذي لديه القدرة على الظهور في صورة شبهِ ملاك نور (2 كو14:11).. بالتأكيد ليس هناك خطأ يأتي من عند الربِّ!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز