قوة الإيمان

يجب أن يكونَ سلوكُ أبناءِ الله دائمًا متوافقًا مع تعاليم الكتاب المقدَّس، لأنَّهم قد يتسبَّبون في ضررٍ لا يُمكن إصلاحه لقادتِهم أو لأنفسِهم إذا لم ينتبِهوا. يجب أن تسمعَ الخرافُ صوتَ راعيها. وإذا اعتقدوا، عن طريق الصُّدفة، أنَّه لا يقوم بعملهِ بشكلٍ جيِّد، فعليهم الصَّلاة من أجلهِ. ربَّما يمرُّ هذا القائد ببعضِ المَشاكلِ.

استفزَّ الإسرائيليُّون موسى حتى استشاطَ غيظاً، ولأنَّه لم يتنبِه، غضِبَ ولم يمجِّد الربَّ أمامَ الصَّخرة التي كان ينبغي أن يتكلَّم إليها كي يَخرِجَ الماءُ منها. ممَّا دفعَ العليُّ أن يمنعَه من دخول كنعان، وأنهى حياته قبل أن يدخلَ الإسرائيليُّون أرضَ المَوعدِ بفترة قليلةٍ. نحنُ نعلمُ أنَّ: مَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ» (متى 42:10). فماذا لو قدَّموا ذلك لقائدٍ، هل سيفقدونها؟

إذا كنتَ لا تفهم مواقفَ معيَّنة من راعيك، صلِّ واطلبْ من الآب أن يريهِ ما يجب أن يفعلَه. عامِله باحترام ودَع الله يأخذ زمامَ المُبادرة. حتى لو ارتدَّ هذا القسّ وفعلَ شيئًا سيِّئًا، يجب أن تكونَ محبًّا لمن وضعَه الربُّ لقيادةِ عملِه. في نفسِ الوقت، كُنْ حذرًا حتى لا تكونَ حجرَ عثرة لهُ.

بدأ الإسرائيليُّون في التَّخلي عن شاول مع اقتراب الفِلسطينيين. وبما أنَّهم كانوا على وشكِ التعرّض لهجومِ الّذين فاقَ عددهم، ورأوا أنَّ صموئيل قد استغرقَ وقتًا طويلاً لتقديم الذَّبيحة، تجاسرَ الملكُ وقدَّم الذَّبيحة. لهذا السَّبب فقدَ مملكتهُ. ابقَ مع قائدكَ بكلِّ ما يأمرُ اللهُ بهِ، وإذا انحرفَ، كُنْ حازمًا في إيمانِك وقُمْ بتنفيذ الأوامرِ الإلهيَّة فقط.

لقد تصرَّفَ الإسرائيليُّون بحماقةٍ بسببِ نقصِ المِياه. خلالَ تاريخ إسرائيل، حدثت أحداثٌ مماثلة، كقرارِ المَلك يوشيّا مواجهة القويّ نخو، حاكِمُ الإمبراطورية المِصريَّة العظيمة. وهناك قصصٌ أخرى لم يُسجِّل الكتابُ المقدَّسُ سببَ قراراتهم السَّيئة. ولكنَّ الَّذين يقودونهم إلى اتِّخاذ هذه المواقف، هم بالتَّأكيد مسؤولون عنها.

عندما نقول إنَّ الشَّر قد أصابَ موسى نتيجة أفعالِ بني إسرائيل، يعلِّمنا الربُّ أن نتوخّى الحذرَ حتى لا نتحمَّل مسؤوليّة الأذى الذي سيلحقُ بالكثيرين في الحياة أو في يوم الدَّينونة. الله لا يُشمخ عليهِ (غلاطية6: 7)، لأنَّ الَّذين يزرعون بذرة سيّئة سيدفعون ثمنَها بالتَّأكيد. تخلَّص من قيود الشَّيطان. بالنتيجة كخادم، يجب أن تُكرمَ العليّ والَّذين قدَّمهم لقيادة عملِه.

يجب أن تكونَ المحبَّة والاحترام الكامل هي مواقفنا تجاه الّذي يمسَحهُ الآبُ، لأنَّ المنزلَ المنقسمَ على نفسهِ، لا يُمكن أن يثبتَ (مرقس25:3)، فويل لذلك الإنسان الذي تأتي به العثرَة (متى 18: 7). إذا كنتَ لا تستطيع فِعلَ الكثير للمساعدة، فعدمِ القيام بأيِّ شيءٍ يعطَّل عملُ الله هو بالفِعل ذات أهميَّة كبيرة. لا تُعطي مكانًا للشَّيطان (أفسس27:4).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز