-
-
فَكَلَّمَ الْجَمَاعَةَ قَائِلاً: «اعْتَزِلُوا عَنْ خِيَامِ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ الْبُغَاةِ، وَلاَ تَمَسُّوا شَيْئًا مِمَّا لَهُمْ لِئَلاَّ تَهْلِكُوا بِجَمِيعِ خَطَايَاهُمْ» (العدد26:16)
بدأ التمرُّد على كلمة الله في عدنٍ، عندما أذعَنتْ المرأة الأولى للحيّة، وكذلك فعلَ آدم، الذي كان يجب أن يوبّخها، لكنَّه أكلَ من نفس الثَّمرة بدلًا من ذلك. هذه الخطيئة باقية في أيّامنا، ممَّا دفع الكثير من المَمسوحين إلى احتقارِ قرارات الله. بعد فترةٍ طويلة، توصَّل هؤلاء الأشخاص إلى استنتاجٍ مفاده أنَّ موقفهم كان غير صحيحٍ. ولكن يُمكن فِعل القليلِ جدًّا أو لا شيءَ أبداً.
دفعَ الشَّيطانُ قورح وداثان وأبيرام إلى الوقوف في وجهِ موسى. لكنَّهم فعلوا ذلك ضدَّ الربّ بالحقيقة. فدفعوا ثمنًا باهظًا للغاية. يتلقى الكثير من النَّاس مشورة من العدوِّ في أيامنا هذه ويثورون أيضًا ضدَّ الخطة الإلهيَّة من أجل إيقاف تقدم عمل الله. هذا محزنٌ جداً! ومع ذلك، لا يزال هناك وقتٌ للتَّوبة والتَّحرّر من العقاب الأبدي.
تمكَّنوا من جَمعِ 250 من قادة الشَّعبِ معهم. وهكذا سمَّم التمرُّد بالفعل الجماعة كلّها، ممّا أدهشَ موسى بمثل هذه الجرأة العظيمة. تحدُّوا القدير! وإذا استمرُّوا، فسيواجهونَ غضبَ الله، لأنَّ كلَّ الّذين يقودهم الشَّيطان هم عميانٌ، وبسبب ذلك، فإنّهم قادرون على قيادة عصيانٍ ضدَّ مَسيحِ الربّ.
لو لم يصرخ موسى لأجل الجَمع، لماتَ الإسرائيليّون الّذين انضمُّوا إلى خطة هؤلاء المتمرِّدين الثَّلاثة بالتَّأكيد في ذلك اليوم بالذّات. ولإظهارِ استعدادِهم لتولّي قيادة شعب الله، جعلوا حشدًا كبيرًا يقفُ حولَ خيمة القادة، كإعلانٍ عن حصولهم لدعمِهم. ولكن من يستطيع أن يتصرَّف ضدَّ خطط العليِّ مادام لوسيفر لم يستطيع ذلك؟
سمعَ اللهُ لموسى وأرسلَ رسالةً إلى الَّذين أحاطوا بخيام القادة المتمرِّدين: يجب أن يتوقفوا عن تلك الحركة، لأنَّه سيتمّ عملٌ عظيمٌ. ولكِن كما هو الحالُ دائمًا، فإنَّ الخطيّة تَعمي النَّاس. وعلى الرُّغم من أنَّهم كانوا يعرفون أنَّ الله يتحدَّث إلى موسى وجهاً لوجهٍ، وفي فتراتٍ أخرى، جاءت دينونة الربّ، إلَّا أنَّهم اعتقدوا أنَّ الأمور ستكون مختلفة في تلك اللَّحظة، لكنَّهم دفعوا حياتهم ثمن تمرّدِهم.
قال موسى وهرون- قادة إسرائيل- للشَّعب أن يبتعدوا عن هؤلاء الرِّجال حتى لا يهلكوا في خطاياهم. فهمَ النَّاسُ الرِّسالة المعطاة وتراجعوا. لكنَّ داثان وأبيرام، بقرارٍ أحمقٍ للغاية، أتوا بزوجاتِهم وأطفالهم ووقفوا بجوار خيامِهم. تحدّوا الله بدلاً من طاعة حكمِهِ. بأيّ حالٍ، اصرخ من أجل الرَّحمة فقط!
أعلنَ موسى أنَّ العقوبة ستكون مختلفة عن أيّ شيءٍ رأوه من قَبل. قالّ إنَّ الأرضَ سوف تبلعهم أحياءً. وبمجرَّد أن انتهى من الكلام، انفتحتْ الأرضُ تحتَ أقدامهم وأزهِقتْ أرواحُهم. إذا كنت غير مطيع للربّ! فتُبْ حالاً. قد يكونُ غداً متأخراً جدّاً!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز