اَلرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ، لِيَنْظُرَ: هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ اللهِ؟ (مزمور2:14)

نظرَ الربُّ إلى البشرية في أيّام داود ليجدَ إنساناً ذو فهمٍ يطلب وجههُ. ولكنَّ هذا لا يُمكن أن يُوجد أيَّام ناموس موسى. اليوم لن يجد أحدٌ أعذارًا لعدم امتلاك هاتين الفَضيلتين، لأنَّ الإنسان يحقِّق قصد الله عندما يغتسلُ بدمِ يسوع ويتعمَّد في الماء والرُّوح القدس. يجب على كلِّ شخص أن يكون كاملاً ومكمَّلاً في الإيمان بالمَسيح.

لن يحدثَ شيءٌ نافعٌ لأولئك الَّذين تمّ خلاصُهم ولكنَّهم مُهملون. في عالم الكمال، يبحث الربُّ الإله عن الَّذين يعرفون ما يخصُّهم في المَسيح ويعرفون كيفيّة القيام بعملهِ. ولكن لا يبذل الكثيرُ من النَّاس جهدًا لإلزام أنفسهم بتلقِّي هذه الهِبة. وبسبب نقص الحَماسِ هذا، يعيشُ الكثيرون بحالةٍ سيّئةٍ. قد يؤدي تقديم شهادة سيّئة عن الإيمان بيسوع إلى دينونةٍ إلى أبدية.

يجب أن نعيش بطريقة تجعل الربَّ يجدُ فينا ما يبحث عنه عندما ينظر ليرى من لديه فهمٌ؛ وإلَّا فسوف يمرُّ دون أن يباركنا. يقولُ الكثيرُ من النَّاس إنَّهم قد نالوا الخلاص، لكنَّهم لا يتصرَّفون وفقًا لذلك. من غير المقبول أن يعيشَ ابنُ الله مليئًا بالمشاكل والهزائم، لأنَّ هذا ليس جزءًا من الحياة الوفيرة.

تمامًا مثل يعبيص الذي كان أشرف من إخوته (أخبار الأيام الأول 4: 9)، يجب أن نطلبَ الله أيضًا حتى نجده. كان هذا بالضَّبط ما قاله يسوعُ لنا في مثل قاضي الظُّلم، حيث لم تتركه الأرملة في سلام حتى حصلتْ على غايتها (لوقا 18: 1-7). لا يهمَّ عددُ المرَّات التي يجب أن تذهب فيها إلى الكنيسة، أو عدد السَّاعات التي تقضيها في الصَّلاة وقراءة الكتاب المقدَّس، ادفع الثَّمن واربح.

سيكونُ أمراً جيّداً لو كان كلُّ المَسيحيين أناسًا يتمتَّعونَ بالفَهم، ولا ينحَنون أمامَ أيّ هجوم للعدوّ ويفعلون ما هو ضروريٌّ حتى لا يخرجوا فارغين. وهكذا، فإنَّ العليَّ، وهو القاضي العادل، سيُنصف ادِّعاء أولئك الذين يطلبونه حقًا. ابدأ الآن تحريرك، بطلبِ الربّ من خلال الكتاب المقدَّس والصلاة حتى تجده حقًا.

عندما ترى أنك حققتَ الفَهم وتسلك في محضره، بكلِّ تأكيد، فإنَّ العليَّ سوف يسكب بركاته على حياتك وخدمتك. لا تعِش مثل الماشية في المراعي التي تريد فقط أن تأكلَ العشبَ الأخضرَ ثمَّ تجترّه. كُنْ فرحَ الربّ، وامتلئ بالفَهم الذي يأتي من العليّ وابدأ في التَّمتع بكلّ الأشياء التي يخبّئها للّذين يخدمونه ويحبُّونه. ستتغيَّر حياتك للأفضل مع يسوع.

في هذه اللَّحظة بالذَّات ينظر الله إلى القرار الذي أنت على وشكِ اتِّخاذه. عندما تفهم من هو وماذا يمكنهُ أن يفعل لصالِحك، ستصبح الشَّخصَ الذي طالما تمنّى أن يجده بين البشر؛ شخصٌ يرغبُ في خدمتهِ بكلِّ إخلاصٍ وطاعةٍ في كلِّ شيء. اليوم هو بداية خلاصك الكامل. ماذا تقول؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز