-
-
إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ. (رسالة يعقوب 1: 19-20).
ليَعلمَ الجَميع: أنَّ يَد الرَّبِّ تَعْمل بَالإيمانِ فَقط. قَدْ يَشتهي شَخصاً أو يَشعُر بِحاجةٍ لرُؤيةِ قُدرة الله سُبحانهُ تَعْمل، ولهَذا يَجبُ عَليكَ التَركيزُ أولاً، ثُمَ الصَّلاة بِتصميمٍ على رُؤيةِ مُعجزاتِ الرَّبِ، لأنّهُ بدُونِ إذنِ الرَّبِّ، لنْ يَحدثُ شَيئاً.
والذينَ يعملونَ عَكسَ ذَلكَ هُم مُحتالون. لقدْ خُدعَ الإنْسَانُ عبَر العُصورِ من "عُلماءِ" الدِّينِ، الذينَ يُمكننا اِعتِبارهُم أنبياءَ كَذبةٍ، وتَعالِيمهِم كُلّها خَاطئة. ومِن هَذا نَفهمُ أنّ هَذا النَوعَ مِن الأشَخاصِ لا يَفعلُ مَا تأمرهُ بهِ كَلمةُ الرَّبِّ ويَتحدّثُ من نَفسهِ أو منْ مَصادرَ أخرى. لأنّ أيّ تَعليمٍ خَارجَ الكِتابِ المُقدّسِ هو كِميةُ نِفَايات، ومِثلُ هَذه التَعاليم، يَجبُ أن تُرفضَ. فَهي رُبمَا تَبدو لنَا جَميلةٌ، ومَنطقيةَ، أو غَيّرت شَيئاً في بَعضِ النَّاسِ لفترةٍ قَصيرةٍ جِداً. غَير أن، إشَعياءَ النَّبي أعَلنَ: وَإِذَا قَالُوا لَكُمُ: «اطْلُبُوا إِلَى أَصْحَابِ التَّوَابعِ وَالْعَرَّافِينَ الْمُشَقْشِقِينَ وَالْهَامِسِينَ». «أَلاَ يَسْأَلُ شَعْبٌ إِلهَهُ؟ أَيُسْأَلُ الْمَوْتَى لأَجْلِ الأَحْيَاءِ؟» (إشعياء 8: 19، 20). ليسَ هُناكَ نُور؟ وحَيثمَا لا يَكونُ نُوراً فَهُناكَ ظَلامٌ، ونَعلمُ أنَّ الظُلمةَ ليْست من الرَّب الإله، بلّ من الشَّيْطانِ.
إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ،
فَلا فَائدةَ من الصَّوْتِ المُرتفعِ أثناءَ الصَّلاةِ، ولا فَائدةَ مِن اِنتهارِ الشَّيْطانِ عدَّةِ مرات أو تَغُييرِ المَلامحِ للتَأثِيرِ عَلى الشَّيْطانِ، وهُناك منْ يَقولونَ بَعضَ الكَلماتِ التي يَدْعُونها صَلاة. ولكِنْ كُلُّ هَذا لا يَنْفعُ بِشيءٍ.
فإذا كان الشّيطان يخاف من ملامحِ الغضبِ على الوجوه، والعيونِ الواسعةِ المفتوحةِ، التي ترتجفُ وتصرخُ خوفاً كما لو أنَّها كابدت الأبدية: عليهم أن ينظروا إلى بعضهم لرؤية كلّ أنواع الوجوه.
مِثلما استمعَ بَعضُ النَاسِ إلى الأنبياءِ الكَذبةِ، وجَعلهُم هَذا يَندفعونَ إلى عَملِ أشَياءٍ دُونَ الرُّجوعِ إلى كَلمةِ الرَّبِ. وكَذلكَ هَذهِ التَصرّفاتِ لا تُؤدي إلى التَغييرِ، لأنّ مَا يَصدر عنْ الإنْسانِ ليسَ لهُ قُدرةٌ على التَغييرِ في العَالم الرُّوحي. ولكنْ كُلّ مَا نَحْتاجُ إليهِ من الرَّبِ يُعلنهُ لنا في كَلمتهِ.
وليْعملَ بِرُّ الله فِينا، نَحتاجُ أن يَكونَ لدَينا إيمانٌ وتصميمٌ على النَجاحِ. فعندمَا يُدركُ المَسيحي حُقوقهُ يَستطيعُ أن يَنتهرَ هَذا المَخلوقَ البَشعَ، وبِادراكهِ مَكانتهِ في المَسيح يَستطيعُ أن يأمرَ الشَرَّير أن يَبتعدَ عَنهُ. وخُدّام الرَّبِّ، يَجبُ أن يتّخذوا نَفسَ المَكانةِ التي كَانَ يَسُوع بِهَ يُخاطبُ الآبَ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز