-
-
وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ وَالنَّامُوسِيُّونَ فَرَفَضُوا مَشُورَةَ اللهِ مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِمْ، غَيْرَ مُعْتَمِدِينَ مِنْهُ. (لوقا30:7)
يختارُ الله– بمقتضى حكمتهِ- بعضَ المخلّصين ليفعلوا أمراً خاصًّا وفقًا لإرادتهِ ويباركهم أكثر. ولكن كما قالَ يسوع، سيقدِّم الكثيرون أغرب الأعذار لعدم إطاعة وصاياه. عندما يقولون إنّهم لا يستطيعون الذَّهاب للحَفل الذي أعدَّه الربُّ- لأنَّهم اشتروا بقراً، أو تزوَّجوا، أو أيِّ سببٍ آخر- رفضوا هذه الدَّعوة.
يتّضِحُ أنَّ قرارَ رفض البعضِ لمعمودية يوحنا لا أهميّة له. بالنِّهاية، لقد أحبُّوه. كانت كرازة ابن زكريا وأليصابات قويَّة وجعلت النَّاس يعترفون بخطاياهم علانية. عرفوا أنَّ خدمته كانت شرعيّة. الآن، كان إضفاء الطابع الرَّسمي على قرار التَّعميد غير وارد بالنِّسبة لهم: لذلك، واجهوا الربَّ بمثلِ هذا القرار.
عندما تعلم أنَّ الله أوصاك بفعلِ شيءٍ ما (على سبيل المثال، أن تصبح عضوًا في كنيسة، أن تدعو الرَّاعي لأداءِ خدمةٍ في عملك، تدلي بشهادة علنيَّة عن إيمانك بيسوع، أو أيَّة خدمة أخرى)، وأنت لا تفعل ذلك. فإنَّ موقفك هو إهانة لخطة العليِّ، وبالتَّالي له. الربُّ بصلاحهِ يجهِّزنا لأعمالٍ عظيمة، لذلك لا يجب أن نخيِّب ظنّه.
كلُّ النَّاس الذين سمِعوا رسالة يوحنَّا المَعمدان، بالإضافة إلى جباة الضَّرائب وغيرهم من الخطاة والذين اعتمدوا بواسطته، برَّروا الله بعملِهم. افحص قراراتك، حتى لو كانت مخفيّة، فلعلَّك تبرِّر الربَّ أو تدينَه من خلالِها. استجِب للمسات الرُّوح القدس، لأنَّ عملَ السَّيد يجب أن يستمرَّ.
هناكَ أناسٌ يتبادلون متعة "الألم" في المجالات التَّبشيرية للعيشِ جنبًا إلى جنبٍ مع أناسٍ متحضِّرين. وفي وقتٍ لاحق، عندما يدركون أنَّ شيئًا غير سار حدث مع أحدِ الأقارب، سيخلصون إلى أنَّ "المعاناة" التَّبشيرية هي منعُ أعمال الشَّيطان وأعوانه ضدَّ الأسرة ووحدتها. الربُّ يعلم ولديه الأفضل للذي يُطيعهُ.
أرسلَ العليُّ ذلك الشَّاب متّزراً بثوبٍ من شعرَ الإبل ومِنطقة جلديّة حول حقويهِ، يأكلُ الجرادَ والعَسل البرّي، ربما لم تكن نظرة يوحنا المعمدان تقليدية، لكنّه بحزمٍ تكلم بكلامٍ آتٍ من عرش الله. أولئك الذين سمِعوه أعدُّوا أنفسَهم للقاء المَسيح ونوال الخلاص. الآن، إنَّ الّذين يستمِعون إلى رُسل الله يستعدُّون بالتّأكيد للاستماع إلى الله القدير.
اقبلْ مشورة الله، لأنَّه لن يخبرك بشيءٍ سيِّء. لم أذهب إلى موسكو لدراسة الطِّب عندما سمِعتُ صوتَ الربِّ يناديني واليوم أعتبر أنَّه قدَّم لي أفضل ما يُمكن. برِّر العليَّ بقولك نعم لِما أوصاك أن تفعله، لأنَّ العالم سوف يمضي، أمّا الذين يفعلون مشيئة الله فيثبتون إلى الأبد..
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز