اسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثًا لَكَ، وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكًا لَكَ. (مزمور8:2)

المسيحيُّ الَّذي لا يتعلَّم أنَّه يتعيَّن عليهِ الجهادَ كي يمتلكَ ما يخصَّه، لا يفهم سببَ سَهَرِ بولس وصلاتهُ نهاراً وليلاً ليبارك النَّاس. هناك الكثيرُ من العطايا التي تُهدر لأنَّ الشَّخص لا يعرف ماذا يفعل بالوعدِ- السَّماواتُ مفتوحةٌ كي تدخلَ وتستولي على مثل هذه البركاتِ.

تعلَّمْ من الَّذين خدموا الله في الماضي وكُنْ محاربًا صالحًا. بالإضافة إلى ذلك، اذهبْ حتى النّهاية بشأنِ طلبتِك ولا تقبل أيَّ صفقة. عندما يتحدَّث عن شيءٍ ما، فهذا يخصُّك بالفِعل وسوفَ يُكرمك الربُّ تماماً. الآن، إذا قبلتَ أيَّ اقتراحٍ غير آتٍ من الربِّ، فسوف تتأذى وقد تتسبَّب أيضًا في خسائر لأشخاص آخرين. أنت لستَ أبديًا ولن تكون هنا إلى الأبد؛ لذلك لا تضيعَ اللَّحظة التي دُعيت فيها للقيام بشيءٍ ما. هذا هو وقتك للخدمةِ.

أدركتْ حنَّة أنَّها يجب أن تكون والدةً لشخصٍ يستخدمه العليُّ ولم تفكِّر فقط في وضعِ حدٍّ لعارها أمام المُجتمع. توسَّلتْ لله واستجابَ التماسَها لتكون بركة للبشريَّة. انظر ما قاله الآبُ لقلبِك وانطلق لتتمسَّك بذلك. تقع على عاتقك مسؤوليَّة تحقيقِ البركة منذ اللَّحظة التي أظهرَها لكَ.

تصرَّفَ يونانُ بشكلٍ جسدي عندما سمحَ للخوفِ أن يدخلَ إلى قلبهِ وهربَ بعيدًا عن الربِّ. عندما قرَّر أن يطيعَ، أمرَ اللهُ السَّمكة الكبيرة أن تبصقه خارجًا، كما لو كان شيئًا لا يؤكل، بل نافعاً لتحقيق الدَّعوة الإلهيَّة؛ وهكذا خلصَتْ نينوى (يونان2: 10-3-5). إنَّ المُطيعون يدخلون في قائمة الَّذين دعاهم العليُّ للرِّسالة النَّبيلة التي وجَّهَها لخير البشرية بمحبَّتهِ الرَّائعة.

رُغم أنَّك أخبرتَ الآبَ أنَّك لن تذهبَ، فمن الأفضل أن تعيدَ النَّظر فيما قلته وترجع إلى الوراء وتفعل ما تمَّ تكليفك بهِ. وهكذا، في غمضةِ عينٍ، ستكون أداةً لتحقيقِ عملهِ الجَميل. لا تتخلَّ أبدًا عن كلام الربِّ عنكَ، لأنَّه سيجعلكَ، بلا شكّ، شريكًا له. وستكتشِف كم أحبَّك لأنَّه كان صبورًا ولأنَّه اختارك لمِثل هذه المهمَّة.

صارعَ يعقوبُ اللهَ طوالَ اللَّيل، لأنَّه علِم أنَّه سيفوز بمطلب إيمانهِ. ولمَّا طلعَ الفجرُ كان قلبُ أخيهِ عيسو قد تغيَّرَ. لا توجد طريقة يُمكنُ للعدوِّ أن يفوزَ بها على الذين انتصروا بالفعل مع الربِّ. عندما تحارب العدوَّ وتنتصر، ستتقوَّى لتهزمَ من هو في الواقع الأضعف والأكثر عجزًا أمامَ الحقّ. حتى لو كانت لديك لحظات ضعفٍ ملتصقة بك، فقط كُنْ كما يقول اللهُ عنكَ.

أولئك الذين اغتسلوا بدم يسوع تحرَّروا من كلِّ دينونة، ولأنَّهم تمَّموا ناموسَ روح الحياة، فقد تحرَّروا من ناموس الخطيئة والموت. لقد فعلَ الربُّ أشياءً عظيمة لشعبهِ، ولهذا يجب أن نكون سعداء دائمًا (مزمور 126: 3)، لأنَّ الملك العظيم مسرورٌ بأن يمنحنا مكانًا في بيتهِ. له كلُّ المَجد!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز