-
-
اَلْمَلِكَ بِبَهَائِهِ تَنْظُرُ عَيْنَاكَ. تَرَيَانِ أَرْضًا بَعِيدَةً. (إشعياء17:33)
عرفَ داودُ سببَ المُطالبة- التَّصميم- بحقّهِ في السَّكنِ في بيت الربِّ، إذ قالَ إنَّ ذلك بسببِ جمالهِ (مزمور 27: 4). بالطَّبع لم يقصد كاتبُ المزمور الجمالَ الجَسدي، إذ لم يستمتع أحدٌ بذلك. لأنّ المعلومات التي لدينا في الكتابِ المقدَّس تشيرُ إلى أنَّه عندما جاءَ يسوعُ في الجسَدِ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ (إشعياء 53: 2). يتحدَّثُ عن قدرة العليّ على العملِ لصالحِ الّذين يؤمنون بهِ.
نحتاجُ أن نعرفَ من هو إلهنا وما هي قدرته على فِعل كلِّ شيءٍ في نفس الوقت وفي جميع الأماكن. إلى جانب هذا، يجب أن نفهمَ طبيعتَه، ولكونِه محبَّة، فلديه الكثير ليقدّمه لنا حتى نقدِّم للآخرين أيضًا ونجعلهم يستمتعون بخدماتِنا. يجب أن نكون مثلَه. وإلاَّ فكيف سننجزُ عملَه الرَّائع؟
إذا كنَّا لا نعرف الربَّ، فلن يكون إيماننا كما قصدَ لنا، لأنّه بدون مثل هذه المعلومات عنه، ما الذي يمكننا الحصول عليه وما الذي يمكننا تحقيقه؟ يجب أن يكون صراخَنا أن نعيش في بيت الله. ولكي يحدث هذا، علينا أن نستخدمَ قوَّتنا في التَّكريس والتَّصميم والإيمان. يجب أن نثقَ إنّه يُمكننا القيام بنفس الأعمال التي قامَ بها، لأنَّ العليَّ أعطانا نفس الأدوات.
لا يُمكننا أن نعيشَ في بيت الآب ونصلِّي من أجل ذلك فقط. بل يجب أن ندخل في معركة مستمرَّة لا هوادة فيها، ونقاوم كلَّ الإغراءات، حتى لا نتجاوز الحدود التي فرضَها علينا أو نقصّر بفعل ما ينبغي عملهُ. قالَ داودُ إنَّه سيسعى إلى إتمام حقِّه في العيش في بيت الله، لأنَّه كان يطلب أن يتأمَّل في جماله الربِّ.
لم يُرِد ملكُ إسرائيل فقط أن يكونَ في مأمنٍ من أعدائهِ فقط، بل أراد أن يتأمَّل ويبحث ويستفسر ويكتشف ويتعلَّم ما الذي جعلَ القديرَ ودودًا ومحبًّا ورائعًا ورحيمًا تجاه كلّ البشر. أولئك الذين يحبُّون وجه الربّ ويتفرَّسون فيه، يُمكنهم القيام بنفس الأعمال التي قامَ بها، مثل الآب والابن. لكن لكي يحدثَ كلُّ هذا، علينا أن نسكنَ في بيتِ العليّ.
عندما تسكنُ في هذا المكان، تكون قد "سجَّلتَ" نفسَك في أفضل جامعة. وبدوامٍ كاملٍ، سوف تتعلَّم عن الشَّخص التَّامّ والكامل في ذاتهِ. هل يمكن أن يستجيب ذلك لكلِّ صلواتك؟ بكلِّ تأكيدٍ نعم. هل ستستفيد من هذه النَّصيحة وتسعى جاهداً لتحقيق الخطة الإلهيَّة؟ الفائزون لا ينظرون إلى التَّضحيات، بل إلى النَّصر فقط.
ما رأيك أن تكونَ مثل بوعز، الذي قالت نعمي عنه إنّه لن يهدأَ حتى يتمّمَ الأمر؟ يبحث الله عن أناسٍ يعبدونه بالرُّوح والحقّ، ولكن هل سيجد هذه الصِّفة فيك، أم أنَّ كل هذا الذي تعلَّمته لا يمسّك ولا يحركك؟ كلُّ وحيٍ يعطيه الآبُ في كلمته يصبح وصيَّة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز