هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ وَجَابِلُهُ: «اِسْأَلُونِي عَنِ الآتِيَاتِ! مِنْ جِهَةِ بَنِيَّ وَمِنْ جِهَةِ عَمَلِ يَدِي أَوْصُونِي! (اشعياء11:45)

يقودُ التَّواضعُ الكاذبُ الكثيرَ من النَّاس إلى الخوفِ من الاقتراب من الربِّ الإله. فلا يتمتَّعون بمشورتِه وبركاتهِ. يفعلون هذا من بابِ العِصيان، لأنَّ الربَّ يطلبُ منَّا أن نخافَه فقط. يوجد في الكتاب المقدَّس الكثيرَ من الآيات التي تشجِّعنا على تلبية احتياجاتِنا فيه. دعا يسوعُ كلَّ المُتعبين والثَّقيلي الأحمال أن يأتوا إليهِ ووعدَهم بالرَّاحة.

إنَّ خوفك من الله يعني السَّماح للعدوِّ بأن يجرفكَ بعيدًا، وسيفعل كلَّ شيءٍ حتى لا تذهب أمام الآب لنوال المشورة، وهكذا سيستمرُّ في اضطهادِك. يريدُ الربُّ منَّا أن نسأله عن إخوتِنا، لأنَّهم إذا لم يَخلصوا ولم يعيشوا منتصرين، فإنَّنا نحتاجُ للدُّخول في معركةٍ لكسبِ كلِّ شيء؛ وهذا مرضيٌّ عند الربِّ الالهِ.

أحدُ أعظم الأمثلة على سؤال الربِّ حدث مع يعقوب، الَّذي جاهد طوال اللَّيل في الصَّلاة وانتصرَ. وإلَّا لكان أخاهُ قد أهلكَه. لو لم يفعل ذلك بكلِّ قوَّته، في غضون ساعات قليلة فقط، لقتلَه عيسو الذي صعدَ ضدَّه بـ 400 رجلٍ. ولكنَّ يعقوبَ نالَ البركة لأنَّه عرف كيف يسأل الربَّ.

لم يترك يعقوبُ الأمورَ مضطرِبة، ظنّاً منه أن عيسو سوفَ يُكرِمَه ولا يؤذيه. على العكسِ من ذلك، جاهدَ مع الله حتى تغيَّر قلبُ عيسو. هذا مثالٌ على كيفيَّة المُضي قدمًا إذا تعرَّضنا للاضطهاد من قبلِ شخصٍ ما، إذا كان هناك أيُّ شرٍّ يسكن فينا أو في أفراد عائلتنا. لا تسمح للشَّيطان أن يَخرجَ منتصراً، فهذا إنكارٌ لعملِ يسوع.

إنَّ العليَّ يضعُ نفسَه تحت تصرّفنا حتى نسأله عن الأمور المقرَّر حدوثها. يُمكننا تغيير مسارها وعدم السَّماح لها بالاقتراب منَّا. أفضلُ وقتٍ لبدءِ الطَّلب وسؤال الربّ هو عندما تتعلَّم جيداً ما ينبغي أن تُطالب به بشأنِ حقوقك وعندما تدرك أنَّه لا يجب عليك التَّراجع مليمترٍ واحد فيما أعلِنَ لكَ.

إرشادُ الله للقدِّيسين هو المطالبة بالوعود حتى يتمّ الوفاءُ بها. لا تدع أكاذيبَ العدوِّ تقودك ولا تستسلِم أيضًا بمجرَّد أن تبدأ في مطالبتك. إذا استسلمتَ للعدوِّ ستُحزن الربَّ. وأن تقولَ أمامَ ملاك الربِّ إنَّ عملك ليس جيّدًا هو إساءة للآبِ. ولكنَّ القوَّة الإلهية سوف تعملُ عندما تستخدم اسمَ يسوع.

اسأل عن أعمال يدي الربِّ، وعن تلك الَّتي أعدَّها لك للسَّير فيها وعن الأعمال التي سيفعلها عندَ الضَّرورة. لا تدع أعمالَ الله تنقص لتجمعَ الانتصارات التي ستحصل عليها بالإيمانِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز