-
-
فِي يَوْمَ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِي. شَجَّعْتَنِي قُوَّةً فِي نَفْسِي. (مزمور3:138)
هناك وقتٌ لكلِّ غرضٍ تحتَ الشَّمس، لكنَّه يأتي مع بزوغ فجرِ الكلمة في قلبِ الإنسان. حتى ذلك الحين، كلُّ ما نقوم به سيكون مثل اللَّعب مع الحظّ. لا يُمكننا الابتعاد عن أعمال الله في العالَم كلّه. لذلك نحن ممنوعون من عقدِ أيِّ اتفاقٍ مع العدوِّ. يجب على السَّائرين في النُّور أن يتغلَّبوا على العقبات التي يستخدمها الشِّرير لإضعافِ مسيرة المَفديين.
لا تصرخ إلَّا في اللَّحظة المناسبة لتجنُّب احتمال عدم سماعِك. وإلَّا، فقد تعتقد أنَّ الإيمان بالمَسيح ليس هو الحلِّ لأيّ مشكلة أو أنَّ الله يستمِع لبعض النَّاس فقط. وهكذا يقودك العدوُّ إلى التَّخلِّي عن طلبِ الربِّ. تذكَّر أنَّ الَّذين يثابرون على اتباع يسوع فقط- ويتمِّموا وصاياه – سوف يَخلصون. أولئك الَّذين يستاؤون بسببِ فشلهم ويلقون اللَّومَ على الآب السَّماوي لن ينجَحوا أبدًا.
الإيمان هو اليقينُ الذي يجعل طلباتك تستجاب من قبل القدير. إذا لم يكن هذا موجودًا في حياتك، فقد تصرخ حتى تنهار ولكن لن يتمَّ الردُّ عليك. فقط أولئك الذين يستمعون إلى الله يسرُّون قلبهُ. وهكذا عندما ينشأ الإيمان بداخلك، فلن ترهبَ أو تؤجل اتِّخاذَ قرارك. أولئك الَّذين يؤمنون بشدِّة يطلقون أوامرَهم وينظرون إلى العَمل وكأنه قد أُنجِز. يُمكن للشَّخص الذي يُصلّي بإيمان أن يشكرَ الله لأجلِ النَّصر.
ربما صلَّيت بالطريقة الصَّحيحة، لكِن إذا ارتجفتَ وشعرتَ ببعض الأعراض اللَّاحقة بعد صراخك واستجابة الله لك، وإذا كنت في أعماق قلبك تعتقد أنك أخطأتَ وأنَّ الربَّ لم يشفيك، فربما لن تنجو من هذا الظُّلم. إذا بقيَتْ بعضُ الأعراض أو ظهرتْ بعد إعلانِ شفائك، فلا تقبل ذلك على الإطلاق، فهذا هو العدوُّ الذي يعمل على خداع نفسِك وسرقة بركتك.
العلامةُ أنَّ الله قد استمعَ لكَ هي الشَّجاعة التي تنشأ في قلبِك. لذلك اشهد على ما فعله الربُّ في حياتك. علينا أن نقود حياتنا بالإيمان وليس بالمشاعر. لقد استطاع العدوُّ إضعاف ثقة الكثير من النَّاس، فعندما لا يؤمنون بما تلقَّوه، يفتحون البابَ ويتركون العدوَّ يلمِسهم بأعراضٍ قديمة أو جديدة. عندما تتصرَّف بهذه الطريقة، عند أقلِّ توقّع، ستفقد العملية الإلهيَّة التي أدَّت إلى شفائك.
في أيِّ موقف، بعد أن تشعر بالرَّاحة وتزداد ثقتك، يجب أن تشكرَ الله وأن تظلَّ حازمًا في قرارِك. وبالتَّالي تتقوَّى روحُك وحتى لو ظهر أمامَك الشَّيطانُ وقال إنك لم تُشفَ أو أنَّك لن تحصلَ على بركتك، فقط اضحك عليه! فمن خلال روحِك التي نالت القوَّة، لا تخفْ من كلماته. الجبابرة هم الّذين يتمسَّكون بالملكوت!
تعتمد أعمالُ الربّ في حياتك عليك أكثرَ ممَّا تعتمد على العليّ، لأنَّه أعطى وعودَه، ولن يتخلَّى أبدًا عن تنفيذِ ما أعلنَه. حتى لو لم تفهم ما يُمكن أن تحصل عليه من الله باستخدام الإيمان، فستحصل على المستحيل، لأنَّك تعرف كيف تجعل القوَّة الإلهيَّة تعمل لصالحِك. صدِّق في هذا!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز