إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ. (كورنثوس الأولى58:15)

لن يغيِّر الله المُعطي والقدير طريقة تصرُّفه، حتى لو أصرَّ بعضُ النَّاس على القيام بعملٍ مختلف عمَّا تعلنه الكلمة. هؤلاء النَّاس سوف ينتقلون من سيِّئ إلى أسوأ لأنَّهم فعَلوا عكسَ ما قالَه. والَّذين يبتعدون عن النُّور يسيرون حتمًا في الظَّلام وبسببِ ذلك يتعثَّرون في العوائق التي وضعَها العدوُّ. الآن، أولئك الذين يتبعون يسوع يمشون دائمًا أثناءَ النَّهار وفي النُّور.

إنَّ الذين يتعلَّمون الطريقة الصَّحيحة لخدمةِ الله يبدؤون في الاستمتاع بلطفه وكرمهِ سريعاً. حتى ذلك الحين، لم يكن لديهم سلامٌ ولم يتمكَّنوا من الاعتماد على عملِ القوَّة الإلهيَّة، لكن لأنَّهم سمِعوه، اشتركوا في ملكوتهِ وصاروا تحتَ حماية العليّ. أولئك الّذين يُسلِمون أنفسَهم للمَسيح يُغلقون بابَ الشَّر.

يجبُ أن تكونَ حازِمًا وثابتًا لتكون مثمراً في عملِ الربّ. لا شكَّ أنَّ الشَّيطان سيستخدم كلَّ طاقاته ليأخذكَ بعيدًا عن محضرِ الله، بما في ذلك إحباطك من تنفيذ الوصايا وعدم اهتمامك بمواصلة عملِ الخير. إنَّ الشَّيطان قادرٌ على أن يستخدمَ شعبَ الله في لحظةِ ضعفٍ ليبعدك عن يدي اللهِ.

أن تكون حازمًا يعني ألَّا تتعثَّر، على الرُّغم من أنَّ كلِّ شيءٍ يشيرُ إلى أنَّ الله لن ينظرَ إليك أبدًا ولن يفعلَ ما تطلبه. الآن، نحن لا نتعامل مع إنسانٍ يغيِّر رأيه في كثيرٍ من الأحيان. مازالَ الربُّ يريدُ من الإنسان نفسَ الشَّيء الذي أراده قبل أن يخلقه. كان يعرف بالفعل أين وكيف سيستخدمك عندما دعاكَ، لذلك، لا تدع الكذَّاب يجرفك بعيداً معتقدًا أنّ الله لم يدعوك.

الآن، الانسجامُ في طاعة العليّ هو عاملٌ رئيسيٌّ لقيادة النَّاس إلى النُّقطة التي سيَحصلون فيها على كلّ ما لديه من أجلِهم. دون شكٍّ، تمَّ إدراجك في الخطَّة الإلهيَّة العظيمة لفداء البشريّة. وبالتَّالي، فإنَّ الفشلَ في القيام بما تمَّ تقديمه لك هو الخطأ بكلِّ معنى الكلمة، لأنَّ هذا سيؤدّي إلى خسارةٍ كبيرةٍ لسعادتك الأبدية. لذلك لا تبتعد عمَّا قاله الله لك.

أن تكون مثمراً في عملِ الربِّ هي شهادة أعظم وأقوى يمكنك أن تقدِّمها أنت أو أنا أو أيّ شخصٍ آخر للربّ. لا تقبلوا حياة هزيلة، بائسة أو فارغة، لأنَّ المَسيح أكَّد أنَّه جاءَ ليمنَحنا الحياةَ الأفضل (يوحنا 10: 10 ب). بالطبع ليس عليك أن تكون مليونيراً حتى تحقِّق دعوتك في المَسيح. لكن مثل بولس، يجب أن تعرفَ كيف تعيش بالكثير أو القليل، لأنَّ ما يهم هو أن يكون لديك قلبٌ ممتلئٌ بالنِّعمة.

إذا كنتَ تتبع توجيهات الكلمة فأنتَ لن تعمل عبثًا أبدًا. الله كاملٌ في كلِّ شيءٍ وبسبب ذلك، أينما وضعَك، يجب أن تكون سعيدًا. مهما كانت المهمَّة التي أوكلَها إليكَ، أنجِزها برضا. عِشْ لفرحِ وحَمدِ اسمِ الربّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز