لكِنْ كَالِبُ أَنْصَتَ الشَّعْبَ إِلَى مُوسَى وَقَالَ: «إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا» (العدد30:13)

الضَّررُ الّذي سبَّبته الأخبارُ السيِّئة للإسرائيليين كان كبيراً. وهكذا حزنَ الربُّ بسببِ الَّذين كانوا بهجةً لهُ. وبالمثلِ، انتبه لئلّا يصِلَ إليك حديثُ العدوِّ لأنَّه خبيثٌ. إذا استمعتَ إليهِ، فقد تبتعدَ عن الله غدًا، في الدَّعارة أو المخدّرات أو عدم الأمانة. لذلك ارفضْ كلَّ ما يأتي من الجَحيم.

عندما رأى كالبُ ذلك الموقف المثير للشَّفقة، حيثُ أرادَ شعبُ الله العودةَ إلى العبودية في مِصر، مزَّقَ ثيابَه وفتح قلبه، جاهدَ كي يتوقَّفَ شعبُه عن هذا البكاء الشَّيطاني. فتمكَّنَ من إعادتهم إلى رُشدهم بجهدٍ كبيرٍ. ثمَّ استمعَ الجميعُ إلى كلماتهِ وكانوا مسرورين بها، ولكن كان على كالب أن يُسكتهم أمام الربّ أيضاً.

إنَّ ما يدور في القلبِ هامٌّ جداً، لأنَّ فيه قضايا الحياة. يُمكنُ للقلب الذي ليس في يد الله أن يكون أداةً في يدِ الشَّيطان. لاحظ أنَّ الجواسيس العشرة أصرُّوا على الحديث عن الحياة التي أظهرَها لهم الشَّيطان. ومرَّة أخرى بدأ النَّاس في البُكاء والتَّذمُّر أمامَ الله القدير وكأنَّه يخدعهم. عادَ الأنينُ الجَماعي، وأمضى أولئك النَّاس طوال اللّيل في التذمُّر والشِّكاية.

كانت الرِّسالة التي أعطاها لهم كالبُ هي أن يصعدوا ويمتلكوا الأرض كميراثٍ لهم، ممَّا جعلهم يفرحون. ولكن عندما يكونُ القلبُ بعيدًا عن الله، يتكلَّم النَّاسُ ويتصرَّفون كما يريدُ المُجرِّب. إذا فعلتَ هذا، ارجع إلى الربّ ولا تسمح للمُشتكي أن يتمسَّك برغبتك؛ وإلَّا ستُحزن العليَّ. لقد أهلكَ الربُّ كلَّ النَّاس تقريبًا. الرَّحمة!

يجبُ أن تكون إيجابيًّا فيما يتعلَّق بما يقوله الله من أجل الانتصار على أيِّ عملٍ يقومُ به العدوُّ. حتى لو اجتمعَ الجحيمُ في مواجهتك، فإنَّ الوعدَ الإلهي هو ألَّا يصمدَ أحدٌ أمامك. لذلك، عندما يرى العدوُّ شخصيَّتك لتحقيق إرادة الربّ، فإنَّه يهربُ يائسًا حتى قبل أن تنتهرَه. لذلك استخدم سلطانِك.

لا تتأخر في السَّيطرة على كلِّ ما يُعلنه الكتاب المقدَّس أنَّه ملكٌ لك. إذا بقيتَ صامتًا ولم تتقدَّم كخادمٍ للربّ، فلن تحقّق شيئًا. لا شكّ أنَّ الله لا يفرح بالابن أو الابنة الّذين يُضيّعون بركاتِهم، لكنَّه يفعل ذلك عندما يعودون إليه. انظر من أين سقطتَ وتُبْ. وإلَّا فلن يتمكَّنَ الآبُ من حمايتك أو استخدامك. حانَ الوقتُ الآن لإحداثِ فرقٍ.

أن تخدمَ الله يعني أن تحاربَ معاركَه وألَّا تتماشى مع أيّ شيء أقلَّ ممَّا يقوله لك. الآبُ موجود ليتمِّم فيك ما قاله عنك. لا تقارنه بتهديداتِ الشَّيطان، بل قِسْ العدوَّ بالقوَّة التي أعلنَ الربُّ أنّه أعطاك إيَّاها.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز