ثُمَّ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَدَعَا الَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ. (مرقس13:3)

تواجدَ الكثيرُ من النَّاس الَّذين اقتربوا منَ الربّ يسوع خلالَ أيَّامهِ هنا على الأرض. دُعي البعضُ للاقتراب من المَسيح. شارك آخرون في اجتماعاتهِ فقط. كانت هناك نساءٌ ثريَّات ساعدن في النَّفقات وأشخاص آخرون كافحوا ليكونوا قريبين من السَّيد. كانوا جميعًا متميّزين، لأنَّهم تعلَّموا من الشَّخص الذي يعرف كلَّ الأشياء، وعلى وجهِ الخصوص، رأوه يقومُ بالعملِ.

أشكرُ الربَّ على الرُّعاة الَّذين لديّ، وعلى الصَّلوات التي سمعتها من هؤلاء القساوسة والتي علَّمتني الكثيرَ. ولكنَّ الأمرَ الأكثر أهميَّة هو أنَّني التفتُّ إلى الله لتلبية كلمتهِ- التَّعاليم التي غيَّرتْ حياتي للأفضل. هناك حالاتٌ، تباركتْ روحي للغاية، حتى اليوم، عندما أتذكَّر تلكَ الدُّروس، فأنا أنتعشُ مرَّة أخرى. وفعلَ الله نفسَ الشَّيء للَّذين حضروا اجتماعاتي!

لا يهمّ الشَّخص الذي يستخدمه العليُّ، بل ما يسمح لنا أن نتعلَّمَه، لأنَّ الدَّرس الأعظم لا يأتي من الإنسان. أدرك أنَّني، في كثير من الأحيان، أعظُ كنبيٍّ، وبعد ذلك يأتي إليَّ العديد من المُستمعين ليخبروني بما حدثَ لهم. هناك حالات حرثتُ فيها الأرضَ؛ وفي حالاتٍ أخرى أرمي البذور وأحيانًا أسقيها فقط. ولكن بدون شكّ، يستخدمنا الله جميعًا بطريقةٍ مفيدة.

جاء اليومُ الذي دعا فيه يسوع جميع الذين رافقوه، وفي اختيار نال موافقة السَّماء، دعا إلى نفسهِ الَّذين أرادَهم. دون شكّ، أخذ الاختيار في الاعتبار العديدَ من العوامل؛ إلى أيِّ مدى قدَّموا أنفسَهم لأمور الله، ونوع الحياة التي عاشوها، والطَّريقة التي تعاملوا بها مع الآخرين، وخاصَّة رغبتهم في التَّغيير عندما أُعطِيتْ اللَّمسة الإلهيَّة. أظهرَ أولئك الَّذين تمَّتْ الموافقة عليهم محبَّتهم للسَّيد.

أولئك الَّذين يريدون أن يقبلهم الله يجب أن يعدُّوا أنفسَهم وعندما يكونون مستعدِّين، يقدِّموا أنفسهم له. الآن، من المهمّ جدًّا عدم التَّصرُّف بالجسَد أو تملُّق القائد حتى يتمّ القبول في المجموعة الرئيسيّة من الخدّام، وعلى سبيل المثال، يتمّ إرسالهم إلى مكانٍ جميلٍ. يعرف الآبُ السَّماوي القلبَ، وإذا قام شخصٌ ما بالصُّدفة بمحاكاة دعوتهِ وفعل المُستحيل ليتمَّ اختياره، فلن ينالَ هذا الشَّخص موافقة الربّ.

لاحظ أنَّه في ذلك اليوم، جاءَ المُختارون إلى يسوع. أولئك الذين يَسعون وراء محاباة الإنسان ويخضعون للتَّجارب من أجل الوصول إلى مكانةٍ مرموقة لا قيمة لهم في ملكوت الله. فقط الَّذين دعاهم الربُّ لهم الكرامة، لأنَّهم يعرفون أنَّ الإله الحقيقيَّ لا ينظر إلى المظاهر. هؤلاء النَّاس يتمسَّكون بآيات الكلمة ويَسعون لتغيير حياتِهم من خلال ما قِيل لهم.

ذاتَ يومٍ قالَ السَّيدُ أنَّ الحصادَ كان وفيراً جدّاً، لكنَّ الفعلة قليلون. بعد ذلك، أعلنَ لتلاميذه أنَّه ينبغي عليهم أن يصلّوا حتى يُرسل فعلة إلى حصادهِ (لوقا 10: 2). بكلِّ تأكيد، كان يقول شيئًا قد فعلهُ مسبقاً، وهكذا بتوجيهٍ من الآب، دعا المسيحُ الَّذين أرادَهم، والَّذين أظهِروا له أنّهم يشكِّلونَ مجموعة خدامهِ. علينا فقط أن نصلّي، لأنَّ الربَّ وحده له الحق في دعوة الَّذين سيقومون بعملهِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز