-
-
وَأَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ، وَلِيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا (مرقس14:3)
تعلَّمَ عددٌ كبيرٌ من النَّاس عن يسوع، لكنَّه اختار 12 شخصًا فقط ليكونوا معه ويكرزوا بالإنجيل. يوصي الكتابُ المقدَّس بأنَّ يتجاوز برُّنا برَّ الكتبة والفرّيسيين، وإلَّا فإنَّنا لن ندخلَ ملكوت الله (متى20:5). نحن لا نبحث في خَيار المشاركة في الملكوت فقط، بل أن نكون معه وأن نُرسَل لإيصال البشارة.
كثيرون لا يأخذون الحياة الرُّوحية على مَحمل الجدّ ويستسلمون للتَّجارب. ولكنَّهم سيُصابون بخيبة أملٍ في اليوم الأخير. البشريَّة مقسَّمة إلى مجموعات. أولئك الّذين على الجانب الأيسر من السَّيد سوف يسمعونه قائلاً للّذين عن يمينه، كي يدخلوا ويمتلكوا كلَّ ما تمّ إعداده لهم منذ تأسيسِ العالم. وسيرَون خسارتهم بالطبع. وحتى لو صلّوا من أجلِ تغيير المجموعات، فلن يُستجابَ لهم.
في هذه الحالة التي ندرسها، كان اختيار الربِّ، عندما صعِدَ الجبل ودعا الَّذين أرادهم، لأنَّهم أثبتوا أنَّهم مطيعون وقد خافوا أن يصعدوا ويكونوا معه. يا له من يومٍ! أولئك الذين تجاهلوا الحقيقة الإلهيّة وتَبِعوا مهام أخرى، ولم يكرِّسوا أنفسَهم لأنّهم لم يقبلوا الدَّعوة المشرِّفة للدُّخول وامتلاك الملكوت. جاهِد كي يختارك الله، لأنَّ الأمناء سوف يُزكَّون.
لقد كلَّفهم المَسيحُ أن يكرزوا بالكلمة. كما امتدَّ الاختيار الإلهي أيضًا إلى مناطق أخرى. فهوَ يحتاجُ إلى رجال أعمالٍ لخلقِ فرص عملٍ، وأطباء لعلاج المرضى، ومهندّسين وغيرهم من المتخصِّصين لبناء المنازل. ومن بين أمورٍ أخرى، فهو يدعو المستعدِّين لتمثيلهِ والانضمام إلى فريقهِ وفقًا لمعاييرهِ.
كانت مهمَّتهم الأولى هي أن يكونوا مع يسوع، حتى يتمَّ إرسالهم إلى حيثُ يريد، وبدون أدنى شكّ، سوف يذهبون بكلّ سرورٍ. إنَّه لأمرٌ جيّد أن نرى خدّامًا مطيعين، مهمَّتهم الأساسيَّة هي تحقيق الكلمة الإلهيّة! وبالتالي يستفيد الجميعُ من خدمتهم. وإذا فعلَ الّذين تمَّتْ دعوتهم ما قيلَ لهم، فإنَّهم سيعيشون بشكلٍ أفضل. ولكنَّ غرورَ الثَّروة وهمومَ هذا العالم واهتماماتٍ أخرى تقودُ الكثيرين إلى العِصيان.
إنَّ السَّير مع يسوع هو أن تكون إلى جانب حلِّ المشاكل، وأن تكون محميًّا من أيِّ تجربة وأن تعيش في سلامٍ تامٍّ. أولئك البعيدين عنه يعيشون في وضعٍ غيرِ مريحٍ، حيث يتفوَّق المرضُ ويسودُ الشَّر وتحدثُ كلُّ الشُّرور. لا يوجد مكان أفضل من محضرِ الله. حيثُ السَّعادة الكاملة بعيداً عن المُعاناة. الاختيارُ الصَّحيح هو أن تكون قريبًا من السَّيد.
تمَّ إرسال الاثني عشر لإنجاز مهامَ خاصَّة في المدن التي زارها يسوعُ لاحقاً. تحدَّثوا عن أعمالِه، وهيّأوا قلوبَ النَّاس لانتظار زيارتهِ. لكنَّهم لن يكونوا مجرَّد رُسلٍ. بل استخدموا القوَّة الإلهيَّة لينقلوا الشِّفاء والخلاص لجميع النَّاس. لا يهمّ المهمَّة الموكلة إليك؛ لقد مُنِحتَ السُّلطان لتحقيق ذلك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز