-
-
وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ الأَمْرَاضِ وَإِخْرَاجِ الشَّيَاطِينِ. (مرقس15:3)
نرى قلقَ العليِّ من المعاناة التي أصابتْ الإنسان بسببِ الخطيئة التي ارتكبَها آدمُ في جميع الأسفار المقدَّسة. عندما نظرَ آدم مختبِئًا لأنَّه كان عُرياناً، لكنْ سُرعان ما هيَّأ الربُّ له نوعًا من الملابس حتى لا يشعرَ بالضِّيق. وعلى الرُّغم من أنَّ الله هو الذي خلقَ آدم من ترابِ الأرض، بطريقة عرفَ بها كلَّ خليَّةٍ في ذلك الجسَد، إلَّا أنَّه صنع أقمصةً من جلدِ الحيوان لتغطية عُري آدم وحوَّاء.
استجابَ الله لصلاةِ رئيسِ الآباء- إبراهيم- في أيَّامهِ، حيثُ صنعَ معجزة في بيت أبيمالك، ملك جرَار، وشفى زوجتَه ومحظياتِه اللَّواتي لم يكنْ بإمكانهنّ الإنجابَ. فمن خلالِ صلاةِ إبراهيم حدثت المُعجزة في ذلك المنزل، علَّمَنا الربُّ أن نصلِّي من أجلِ جميعِ النَّاس، الذين نالوا الخلاصَ أو الذين لم يَخلصوا بعد، حتى يتمَّ عمله في أيّ مكانٍ. يجب أن نستخدم سلطة اسمِه لأجلِ الذين يحتاجون إليها.
استجابَ الله لصلاةِ خادمهِ موسى، أثناءَ السَّير في الصَّحراء قديماً مرَّاتٍ عديدة. ووفَّر الأداة لشفاء المرضى، كما في حالة الحيَّات التي أهلكتْ الشَّعب المقدَّس. الخطيئة أدّتْ إلى ظهور الثَّعابين السَّامة. لذلك قادَ العليُّ موسى إلى صُنع حيَّة نحاسيّة ورفعها على رايةٍ، كعلامة على أنَّ الابن الازلي آتٍ لفدائنا.
استخدمَ اللهُ الأنبياء لشفاء النَّاسِ في أيَّامهم. فمن خلالِ أليشع، شُفي نعمانُ قائد الجيش السَّوري عندما غطسَ سبع مرَّاتٍ في نهرِ الأردن. الشُّونمية التي كانت عاقراً شُفيت بمبادرةٍ إلهيَّة. نرى في أجزاءٍ كثيرة من الكتاب المقدَّس أنَّ الله يُرسل عبيده ليخبرَ النَّاسَ ألَّا ينسوا أنه يبرئ الإنسانَ من جميع الأمراض، كما كتبَ داودُ في مزمور 103: 3
شاهدَ إشعياءُ رؤية عمَّا حدثَ في الجُلجلة، بموتِ يسوع عنّا وحملهِ لآلامِنا وأمراضِنا، بجروحٍ أحدثوها في جسدِه. تحدَّثَ متّى عن هذا، وضَمِن بطرسُ، الذي كان أحد الإثني عشَر، أنَّنا بجلداته شُفينا. استُخدِم بطرسُ كثيرًا في أورشليم، حتى أنَّ النَّاس كانوا يجمعون المرضى في الشَّوارع ليخيّم عليهم بظلِّه، فينالوا الشِّفاء والتَّحرير.
الربُّ يسوع نفسه هو أعظم مثالٍ يُقدَّم عن شفاء المَرضى، لأنَّ ثلثي خدمتهِ كانت مخصَّصة للقضاء على المعاناة، من خلال شفاء البُرص والعُرج والشُّلّ والصُّم والبُكم والعمي وغيرهم. أكَّدَ المسيحُ أنَّ الَّذين آمنوا به سوف يقومون بالأعمال التي قام بها. العالمُ ينتظر ظهورَ المؤمنين بالله. وهكذا سوف نُعاينُ حدوثَ الكثير من العجائبِ.
لا تكن مخطئًا: أولئك الذين يستلِمون مهمَّة البقاء بالقرب من الربّ وإجابتهِ، سيُستخدمون لشفاء المرضى وإنقاذ المظلومين. لكنَّ الذين يريدون فقط استخدام هيبة كونهم خدَّامًا لله، ولا يكرِّسون أنفسَهم لعملِ مشيئتهِ، لن يكون لديهم ما يُثبت أنَّهم رسلُ الآب. إن العليَّ يحتاجُ إلى خدَّامٍ حقيقيين لا يعرفون الخوفَ. فالمعجزات تعرِّف الآخرين عنَّا بشكلٍ أفضلٍ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز