وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّهُ مُخْتَل!» (مرقس21:3)

تبدو الأمورُ المتعلِّقة بالله غير معقولة لمن لم يسمع عنها قط. لهذا عندما نتحدَّث إلى أشخاص ليسوا على دراية تامَّة بالكتاب المقدَّس، يجب أن نكون حذرين فيما نقوله. في كثيرٍ من الحالاتِ، يعتقدون أنَّنا نعاني نوعًا من الاضطراب العَقلي. حدثَ هذا مع الربّ يسوع نفسه، عندما بدأ خدمته القويَّة لشفاءِ المَرضى وإنقاذ المظلومين. ولكن لا يوجد شيء غير معقول للذين نالوا الخلاص.

ذكرَ العهدُ القديم عدَّة مرَّاتٍ أنَّ الشَّياطين يُمكن أن تمتلك البشرَ. في الحقيقة هناك قصَّة شاول فقط، الذي ضربَه روحٌ شرِّيرٌ، فكان يضطربُ. ثمَّ قيلَ له لاحقاً أنَّ داود يمكن أن يحرِّره من هذا الاضطهاد من خلال العزف على القيثارة. لم يكن تحريراً كاملاً، ولكن للحظاتٍ فقط. أمَّا بمجيء المسيح، فقد طُرِدت الشياطين بعيداً ونال النَّاسُ الحرِّية.

كان هذا وحيٌ عظيمٌ كشفَه وأعطاهُ لنا ابنُ الله. عندما بدأ خدمتهُ، بدأ في طرد الأرواح الشِّريرة، ولكن بما أنّه كان شيئًا جديدًا، فقد أصيبَ كثير من النَّاس بالرُّعبِ، وقال الفرِّيسيون إنّه ببعلزبول رئيسِ الشَّياطين يفعلُ هذا. لم يضيّع يسوعُ الوقتَ وبدأ يُظهر للنَّاس أنَّ هذا أمرٌ طبيعي، لأنَّ إنجاز مثل هذا العَمل بإصبع الله يعني أنَّ ملكوتَ السَّماوات قد أتى إليهِم.

إجابة السَّيد زادت الأمرَ تعقيدًا. بالنِّسبة له، لا يستطيع الشَّيطانُ أن يُخرِجَ شيطانًا آخر، لأنّه إذا فعلَ ذلك، فستنقسم مملكته، وبالتَّالي، لن تكون قائمة. لقد كانتْ مجرَّد معلوماتٍ كثيرة لدرجة أنَّهم ببساطة لم يكن لديهم القدرة على فهمِها! عندما علَّمَ يسوعُ كيفيَّة تقييد الرَّجل القويّ- الرُّوح الشِّرير الذي سيطر على الشَّخص- ثمَّ تطهيره. إضافة إلى أشياء أخرى تتعلَّقَ بإنقاذ المظلومين، حيثُ شعرَ الكثيرُ من النَّاس بالإهانةِ.

لم يهتم السَّيد بردّ فِعل النَّاس أو عائلة يسوع، الَّذين خرجوا بالحبالِ لربطهِ. بمجرَّد أن نعرفَ ما نعرفه اليوم، فإنَّ ذلك مثيرًا للشَّفقة بالتّأكيدِ؛ ولكن في كثيرٍ من الأماكن، فإنَّ الحديثَ عن طردِ الشَّياطين يُمكن أن يجلبَ الكثير من الاشمئزاز والاضطهاد. في اجتماعٍ معيَّن، أخبرَ النَّاسُ يسوع أنَّ أمّه وإخوته أرادوا التَّحدث إليه، لكنَّه سألَهم من هم أمّه وإخوتهِ.

بمثل هذا التَّصريح، لا بدَّ أنَّ الكثيرين قالوا إنَّه "مجنونٌ". ولكن عندما نظرَ إلى الَّذين آمنوا برسالتهِ، أعلنَ أنَّ هؤلاء هم أفراد عائلته، لأنَّهم آمنوا بالله. ليس أمرٌ حسنٌ أن نرى شخصاً قد تحرَّر من روحٍ شرِّيرة. بالمُناسبة، هذا شيءٌ لا يُمكن تجاهله بمجرَّد رؤيته، لأنَّ الَّذين وقعوا في براثن الشَّيطان لن يتحرَّروا إلَّا إذا أمرَ خادمُ الله مثل هذا الشَّيطان بالرَّحيل باسم يسوع.

في خدمتي، تمَّ استخدامي آلاف المرَّات لتحريرِ النَّاس من الأرواح الشِّريرة. أكتبُ كتابًا يشرح هذا الجزء من الخدمة المسيحيَّة بمزيدٍ من التَّفاصيل، وسيكون عنوانه (كيفيَّة التَّعامل مع الأرواح). في عام 1980 في ساو غونسالو في ريو دي جانيرو، ظهرتْ أرواحٌ شرِّيرة على 80 شخصاً بعد انتهاء الصَّلاة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز